رسالة بابا الفاتيكان للعالم: لنصغ للنداء المختنق لملايين المهاجرين
طالب بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، العالم بالإصغاء للنداء المخنوق للمهاجرين، الذين تُنتهك حقوقهم، ووصف المهاجرين بأنهم أشخاصًا من لحمٍ ودم، وليسوا أرقامًا، مؤكدًا أن آلاف الأشخاص اضطروا للهرب من أوكرانيا بسبب الحرب، وأُجبر كثيرون على ترك أرضهم في آسيا وإفريقيا.
الإصغاء للمهاجرين
وكتب البابا فرنسيس تغريدة على تويتر "لِنُجِب على تحدي المهاجرين واللاجئين بإنسانية، ولنُشعل نار الأخوّة التي حولها يمكن للأشخاص أن يجدوا الدفء، أن ينهضوا من جديد، ويوقدوا الرجاء مجددا. لنقوِّ نسيج الصداقة الاجتماعية وثقافة اللقاء".
وقال بابا الفاتيكان "كي ننقذ أنفسنا من الغرق الذي يهدد بإغراق سفينة حضارتنا علينا أن نتصرف بإنسانية، ناظرين إلى الأشخاص لا كأرقام، بل لِما هم: إخوة وأخوات".
وأضاف "اُضطر آلاف الأشخاص إلى الهرب من أوكرانيا بسبب الحرب. وأُجبر كثيرون أيضا على ترك أرضهم في آسيا وأفريقيا والأمريكتَين. لهم ومن أجلهم جميعا يتوجه فكري وصلاتي."
وتابع البابا فرنسيس قائلًا: "أفِض فينا يا رب روحك القدوس وأعطنا قلبا جديدا، قادرا على الإصغاء إلى صرخة إخوتنا وأخواتنا الذين فقدوا دفء البيت والوطن. اجعلنا قادرين على أن نمنحهم الأمل عبر تصرفات إنسانية. آمين".
رسالة بابا الفاتيكان للعالم
ووجه بابا الفاتيكان رسالة للعالم فقال: "فلنصغِ إلى النداء المختنق لملايين المهاجرين الذين تُنتهك حقوقهم الأساسية، أحيانا بتواطؤ للأسف من السلطات المختصة. إنهم ليسوا أرقاما، بل هم أشخاص من لحم ودم، وجوه وأحلام تحطمت".
يذكر أن بابا الفاتيكان البابا فرنسيس عقد مؤتمرًا صحفيًا في طريق عودته من مالطا إلى روما، أمس الأحمد، وكشف فيه عن حالته الصحية قائلًا: "صحتي متأرجحة بعض الشيء، لدي مشكلة في الركبة تسبب لي صعوبة في الحركة والسير. إنها مشكلة مزعجة، لكن الوضع نحو التحسن، ويمكنني أن أمشي على الأقل".
وقال بابا الفاتيكان "منذ أسبوعين لم أكن قادرًا على فعل أي شيء. إنها مسألة بطيئة، لنرى ما إذا كان الوضع سيتراجع، لكن لدي شك. في هذه السن لا يعرف الإنسان كيف سيُنهي مشواره، لكن آمل أن يكون كل شيء على ما يرام."
مشكلة الهجرة
وعن زيارته لمالطا والمهاجرين بها قال بابا الفاتيكان "كانت الزيارة قصيرة بعض الشيء. المشكلة التي شاهدتها، أو إحدى المشكلات، هي الهجرة. مشكلة الهجرة كبيرة لأن اليونان، قبرص، مالطا، إيطاليا وإسبانيا، هي بلدان قريبة من أفريقيا والشرق الأوسط، والمهاجرون يصلون إليها. ينبغي أن يلقى المهاجرون الضيافة على الدوام! على كل حكومة أن تحدد عدد المهاجرين الذين يمكنها أن تستقبلهم، كي يعيشوا في تلك البلدان".
وقال "لهذا السبب هناك حاجة إلى تفاهم مع البلدان الأوروبية، التي ليست مستعدة كلها لاستقبال المهاجرين."، مضيفًا "قد ننسى أن أوروبا صنعها المهاجرون. أليس هذا صحيحا؟ هذا هو واقع الأمور. ينبغي على الأقل ألا يُترك العبء كله على البلدان الحدودية، التي هي سخية جدا، ومالطا هي من بين هذه البلدان".
وأضاف "زرت مركز استضافة المهاجرين، والقصص التي استمعت إليها هناك كانت رهيبة. معاناة هؤلاء الأشخاص من أجل الوصول هنا، بالإضافة إلى مخيمات الاعتقال – إنها مخيمات اعتقال– متواجدة على السواحل الليبية، عندما يعادون إلى ليبيا. هذا يبدو لي إجراميًا. ولهذا السبب أعتقدُ أنها مشكلة تلامس قلوب الجميع".
وقال بابا الفاتيكان "وكما تتعامل أوروبا اليوم بسخاء كبير مع الأوكرانيين الذي يقرعون بابها، ينبغي فعل الشيء نفسه مع الآخرين، القادمين عبر البحر المتوسط".