رئيس التحرير
عصام كامل

لغز اختفاء مهارات نجومنا في فاصلة المونديال

مقومات لعب الكرة ثلاث..الحصول على الكرة والمساحة والزمن.. وتفسير وسر اللغز الذى تبحث عنه جماهيرنا منذ صدمة خسارة حلم الصعود للمونديال، أين ذهبت مهارات لاعبينا وبينهم ثالث لاعب في التصنيف العالمى ولماذا تفوق المنتخب السنغالي من كل الوجوه وظهر عجز فريقنا في خلق أية فرصة للتهديف على مدى ١٢٠ دقيقة؟.. السبب يكمن كما قلنا سابقا في تفوق لاعبى السنغال في  مقومات القوة والسرعة والمرونة، وبها حرم فريقنا من الحصول على مقومات اللعب الثلاث المذكورة سالفا وبالتالي تلاشت أى فرصة لإظهار مهارات لاعبينا في الوسط والهجوم..

وهو ما يجيب على تساؤل كل الجماهير أين محمد صلاح، أين مصطفى محمد، أين تريزجيه، اين كل لاعبينا وأين مهاراتهم؟.. والإجابة حين تفقد الفرصة في الحصول على الكرة وإذا حصلت عليها تفقد المساحة وإذا وجدت المساحة تفقد الزمن لإتخاذ القرار في التصرف بالكرة حينها  تتلاشى فرصتك في إظهار مهاراتك وتخسر معها كل صراعات اللقاء في الالتحامات في بناء اللعب وأيضا في نقل اللعب إلى ملعب الخصم والتصويب على المرمى..

القوة البدنية والسرعة

ولهذا لا تعجب إننا في اللقاء الأخير لم نسدد كرة واحدة بين الثلاث خشبات وسددنا اثنتين فقط بجوار العارضة لآن لاعبينا كانوا محرومين تماما من فرصة إمتلاك الكرة في الثلث الأخير لملعب المنافس، وإذا ذهبت كرة طائشة في مكان الخطورة كنا محرومين من المساحة أو الزمن للتصرف الصحيح في الكرة.. وهذا ما حدث تماما خلال الثلاث مبارايات الأخيرة مع السنغال وخاصة المبارتين الفاصلتين لتصفيات كأس العالم بالدوحة.. ومثل هذا يحدث دائما مع كل الفرق التى تقابلنا وتتفوق علينا في القوة والسرعة..

حدث هذا مرارا مع الأهلى فى مباراة بايرن ميونخ في كأس العالم للأندية وفي كل لقاءات المنتخب مع فرق أوربية كبرى لا تظهر مهارات لاعبينا ويشعر المشاهد بمعاناة لاعبينا.. والعجيب أن من أسوأ المباريات التي نلعبها تكون مع فرق تتفوق علينا في القوة والسرعة حتى لو كان مستواها الفنى متدنى. يحدث ذلك مع السودان مثلا ومالى والسنغال وبوركينا فاسو والكونغو.. ودوما اللعب مع تلك الفرق يكون خارج التوقعات بصرف النظر عن فروق المستوى ولا يحدث مع فرق أعظم منهم مثل كوت دفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون..

ببساطة لأن تلك الفرق صحيح إنها تملك أيضا مثل أقرانها الأفارقة القوة والسرعة  لكنها تمنحك المساحة والزمن حين تحصل على الكرة ولهذا اللعب معهم أفضل بكثير عن الفرق الأربعة سالفة الذكر تحديدا، بصرف النظر عن النتائج أو المستوى.. ومن ذلك أرى إن أهم الملاحظات الفنية التى لم يكتشفها مدرب فريقنا خلال الإعداد للمبارتين الفاصلتين مع السنغال هى النقص شبه التام لعناصر القوة البدنية في فريقنا على غرار ما كان في فريق حسن شحاته مثلا من خلال لاعبين مثل أحمد فتحى ووائل جمعة وعمرو ذكي ومحمد شوقى وحسنى عبدربه..

فتحديدا عمرو ذكى ومحمد شوقى وأحمد فتحى كانوا يقربون المسافات والفروق البدنية مع فرق مثل السنغال وكوت دفوار والكاميرون، ولا نلحظ الفجوة الواسعة جدا في تلك الفروق كما حدث مع فريقنا القومى سواء في مبارايات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة أو الفاصلتين لتصفيات لكأس العالم.. ذلك هو لغز الظهور الباهت لمهارات لاعبينا في مبارايات السنغال الأخيرة وبينهم فخر العرب وأفضل لاعب فى العالم خلال المواسم الأربعة الأخيرة..

واليوم نعيب على مدرب عالمى مثل كيروش لانه لم يعطى هذه الثغرة حقها ويعمل عليها مثلما فعل الراحل محمود الجوهرى بعد الصعود لكأس العالم ٩٠،  فأخضع فريقه لتدريبات أشبه بتدريبات المارينز في الجبال بهدف تقريب الفوارق البدنية في القوة والسرعة مع فرق المستوى العالمى.. وفطن لها حسن شحاته أيضا فكانت خياراته تجمع بين القوة والسرعة إلى جانب المهارة..

ويومها لاحظنا تفضيله ل عمرو ذكى على ميدو العالمى، ليكون مع أحمد فتحى ومحمد شوقى وحسنى عبدربه دروع المنتخب في كل خطوطه حتى لا نفقد المساحة ومعها الكرة في الالتحامات، ويوفر للمواهب وأصحاب المهارة الفائقة سيد معوض وتريكة وأحمد حسن وأعظم مهاجمينا زيزو وعمرو ذكى وبديله محمد جدو الفرصة لاظهار مهاراتهم الكبيرة فكان الإبداع وكانت النتائج المبهرة حتى أمام أعظم الفرق العالمية.. الوقت وقت التحليل وإستخلاص الدروس علنا لنستفيد للقادم.

الجريدة الرسمية