في المباراة الفاصلة.. القوة والسرعة تكسب
فاز الفريق الأقوى الأكمل الأجدر بالصعود لنهائيات كأس العالم المقبلة.. مبروك لمنتخب السنغال وحظ أوفر لفريقنا القومي لكرة القدم في المقابلات القادمة.. لم يبخل لاعبونا أو مدربنا بجهد في المواجهات الفاصلة للصعود لنهائيات كأس العالم وقبلها في الكأس الافريقية، ولكنها الإمكانات وفروق القوى المتنافسة تتغلب دائما على الإرادة والحماس.. تمنينا بالعاطفة أن نصعد لنهائيات كأس العالم ولكن العقل يقول أن الفريق الأقوى والأجدر حصل على بطاقة الذهاب لنهائيات الدوحة باللعب والتوفيق أيضا انتصر الأقوى من كل الوجوه.. فلماذا فاز منتخب السنغال واستحق بطاقة التأهل لـ كأس العالم؟.
القوة والسرعة
الأمر بسيط وواضح ويعرفه معظم الرياضيين ولكن الأماني تتغلب أحيانا.. فروق القوة والسرعة والمرونة بيننا وبين لاعبي السنغال كانت الفيصل وتغلبت على فروق الإرادة والتاكتك التي نتفوق فيها تاريخيا على الأشقاء الأفارقة.. صحيح أن كل لاعبي منتخب السنغال محترفين في فرق عالمية من الطراز الرفيع ويمتلكون بعض المهارات كما يمتلك لاعبونا مهارات يمكن أفضل لكن فروق القوة والسرعة كانت الفيصل، فنجح لاعبوهم في إظهار ما يمتلكون من مهارات وتلاشت مهارات لاعبونا تماما أمام قوة وسرعة السنغاليين..
يكشف عن ذلك فشل أي لاعب مصري ولو لمرة واحدة في تخطي لاعب سنغالي خلال المباراتين الفاصلتين وأيضا في النهائي الأفريقي، كما فشل أي لاعب في أغلب الالتحامات والصراعات الثنائية الارضية أو الهوائية ومعها كان معظم لاعبينا عاجزين عن رؤية ثلاثة أرباع الملعب، وهو ما يفسر لنا العجز شبه التام في قدرة فريقنا على تطوير اللعب واللعب الهجومي في نصف ملعب الفريق المنافس ببساطة لأن فروق القوة والسرعة كانت لصالح كل لاعبى السنغال..
وعجزت كل محاولات اللعب الخططي الجماعي سواء الثنائي أو الثلاثي التي حاول فريقنا استخدامها في بعض الأوقات للتغلب على الفوارق الملحوظة بقوة بين لاعبي الفريقين خاصة في محاولات التحول البائسة للهجوم، فكان الحل الوحيد وغير المجدي هو لعب الكرات الطولية لنقل الهجمة لملعب الخصم، وحتى هذه لم تكن لتفلح مع فريق بين دفاعه ثلاثة من السواتر العملاقة ذات الخبرات العالمية..
فكيف إذا كنا ننتظر الانتصار على فريق يمتلك كل تلك الخبرات والفوارق كلها في صالحه.. أنا أرى إن فريقنا بإمكاناته أعطى كل ما يملك من جهد وإرادة وفاز الأقوى والأفضل والأجدر من كل الوجوه ولا عزاء لجلد الذات أو التندر على ابطالنا فقد قدموا ملحمة رياضية مشرفة وسجلوا أفضل النتائج الممكنة اليوم وأمس ولوكان معهم بعض التوفيق لكانوا تغلبوا على الأفضل والأقوى ولكنها راحت للأجدر من دون شك أو زعل.
العجيب أن كثير من جماهيرنا رغم اعترافها بكل هذه الحقائق كانت تحلم بالصعود وتنكر الفوارق بل والبعض يستدعى الماضي ويقارن الفريق الحالي بفريق الأحلام مع الأسطورة شحاتة وتلك مفارقة عجيبة دعونا نحلم بولادة فريق عظيم آخر في المستقبل القريب إن شاء الله.. رمضان مبارك على كل المصريين.