كبار الأطباء.. والتهرب من الضرائب!
تتعالى الأصوات فرحًا وربما دهشة عندما نسمع أو نرى ما يسمى بـ طبيب الغلابة أيا كان اسمه وتخصصه ومكانه؛ لندرة هذا النوع في زماننا حتى بات السؤال: لما تراجع الشعور بالرحمة والرفق في قلوب أكثر الأطباء.. لماذا استغل مشاهيرهم أزمة كورونا ومن بعدها أزمة روسيا وأوكرانيا ليضاعفوا قيمة الكشف، حتى أن أحد أساتذة الصدر كما يروي صديقي زاد كشفه من 600 جنيه إلى 700 بالتمام والكمال..
وحين همس صديقي في أذن طبيبه المغالي في كشفه: لماذا هذه الزيادة جاء جوابه بلا تردد: أعمل إيه الأسعار زادت.. ولا أدري ما علاقة كشف الطبيب بتلك الزيادة.. ثم هل كان مبلغ ال600 جنيه مقابل فحص مريض في عيادة الأخير في دقائق معدودة.. هل كان قليلًا حتى يزيده.. وأين الرحمة بالمرضى.. وكم مريضًا يمكنه دفع قيمة هذا الكشف دون أن يتضرر أو يضطر للاقتراض أو حرمان نفسه وأسرته من ضرورات الحياة..
الغريب أن صديقي ذهب بعدها لطبيب مسالك بولية زاد هو الآخر الفيزيتا من 400 إلى 500 جنيه.. وقس على ذلك أطباءً آخرين في مجالات شتى تعدت كشوفهم الألف جنيه بلا مبالغة ولا يكتفون بذلك بل يفرضون مبالغ أخرى على مرضاهم إذا ما جاءوا للاستشارة التي ربما تقارب نصف قيمة فيزيتا الكشف.. ناهيك عن أن هناك ما يسمى بالكشف المستعجل وهو قطعًا بسعر أعلى.. والأعجب أن أحد من هؤلاء الأطباء لا يعطيك فاتورة تثبت ما يتقاضاه في يده كشفًا أو جراحة تهربًا من أداء حق الدولة في الضريبة.. فكيف يؤتمن مثل هؤلاء على أرواح المرضى؟!