كفانا أطماعا وصراعات وحروبا!
كنا نتوقع أن تسارع الدول الكبرى والشركات عابرة الحدود ذات الميزانيات العملاقة بتخصيص جزء من ميزانياتها لدعم الأبحاث الطبية الخاصة بمجابهة الأوبئة والفيروسات، وعلى رأسها كورونا التي لا تزال جاثمة فوق صدور العالمين والتأهب لمجابهة فيروسات متوقع ظهورها ما دامت البشرية سادرة في غيها وصراعاتها..
فمثلًا وباء كورونا كان كفيلًا باستعادة الوجه المشرق للإنسانية إلا أنه لم يحدث بل وقع العالم في شراك الأزمة الروسية الأوكرانية التي لا يعلم إلا الله إلى أين ستأخذنا، بعد أن اهتزت الاقتصاديات واضطربت الأسواق وارتفعت الأسعار وازداد الفقراء فقرًا حول العالم.. ما أحوج العالم كله للتعاون وترك الأحقاد والأطماع لتنفض البشرية عن كاهلها عناء الصراعات وتعود للتراحم والتسامح..
ويحدونا الأمل أن تتغير خريطة العالم للأفضل وأن تغير المنظمات الدولية من آلية عملها لتصبح أكثر عدالة وإنصافًا للمظلومين والمقهورين دولًا وشعوبًا ليعود السلم والأمن الدوليان وتتوقف شريعة الغاب وتتحقق المصداقية للنظام الدولي ومنظماته وعلى رأسها مجلس الأمن الذي آن له أن يراجع نفسه ويوسع عضويته ويفسح المجال للشفافية والعدالة وعدم الكيل بمكيالين.
إن ما يشهده عالمنا من كوارث وحروب متزايدة تبعث برسائل عديدة أهمها أنه لا سلام ولا أمان إلا بالرجوع للحوار والتعاون الدولي الذي بات ضرورة حياة وطوق نجاة للإنسانية من دمار تطال شظاياه الجميع شاء من شاء وأبى من أبى..
ونحمد الله أن حكومتنا لا تزال تبذل جهودًا كبيرة للسيطرة على التداعيات السلبية سواء لفيروس كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية، واتخذت من الإجراءات ما ينتصر للمواطنين من جشع التجار ورفع الأسعار بلا مبرر، وهو ما يحتاج منا جميعا أن تتضافر جهودنا خلف الدولة لنعبر أزمات لا يد لنا فيها، بل إن البشرية كلها سوف تدفع الثمن إذا لم توقف تلك الحرب وتوجه مزيدًا من الأموال لتوفير علاجات ولقاحات تمنع الأضرار الناجمة عن كورونا وغيره من الفيروسات المتوقعة.