جرائم معلق كروى
بطريقة ما يمهد المعلق على المباراة إلى حالة من حالات الكراهية على حكم اللقاء.. يكرر الألفاظ الداعية إلى تنميط الحكم باعتباره جزءا من مؤامرة كبرى تحاك ضدنا. يعول ذات المعلق إلى الحديث عن جماهير السنغال مستخدما نفس الألفاظ التي توجه المتابعين إلى حالة استنفار ضد كل ما هو سنغالى دون الحديث عما يجب أن يتحدث فيه.
يتقمص المعلق دور الوطنى الذي يرغب في تسول "أي حاجة" من حكم المباراة ضد فريق السنغال ثم يستطرد في طرح تساؤلات خبيثة حول تقاعسه في العودة إلى الفار. كل نماذج العنصرية التي أراد أن يلصقها بالسنغال ارتكبها هو دون مواربة أو خجل.. لم يتحدث الرجل عن فريق لديه نفس الطموح ونفس الحلم ويمتلك إمكانيات أضعاف فريقنا.
آثر المعلق أن يلعب على عاطفة الجماهير وساق الناس إلى فكرة المؤامرة وكال للفريق المنافس كثيرا من الألفاظ التي تمنى فيها إصابة بعض لاعبيهم وخروجهم من الملعب!
تكرر هذا النموذج أثناء مباريات كثيرة خسرنا فيها ما هو أبعد من مباراة في كرة القدم.. خسرنا بلاد وشعوب وكادت بعض الأزمات أن تصنع قطيعة مع دول لها في أعناقنا ما لا يعرفه هؤلاء الجهلاء في تاريخنا الحديث والقديم.
أمثال هؤلاء يجب استبعادهم باعتبارهم نماذج للسطحية والسذاجة وباعتبارهم أحد أذرع الفتنة ونماذج صارخة للفساد الرياضى في بلادى وإذكاء نار الفتنة مع دول تربطنا بها علاقات وثيقة. لم يتطرق المعلق في أي من هذه الوقائع إلى فكرة التنافس الشريف في الرياضة، وأن فرقا كبيرة مثل إيطاليا خرجت من منافسات تمهيدية دون الحديث عن مؤامرة.
مشكلة الرياضة في مصر مثل كل مشاكلنا الأخرى، أننا نولي الأمر إلى الشلة وشلة الكرة في مصر واحدة من أبهى مظاهر الفساد.. لا تحدثونا عن انتصارات ونحن نعانى انكسارات أمام هذه الشلة!