صفوت الشريف وبلالين ساويرس
ومن عجب إن الذين تورطوا في وصف توزيع نجيب ساويرس "بلالين" على جمهور مباراة مصر والسنغال بأنه يوزع دولارات ليسوا مواطنين عاديين يتشابه عليهم الأمر، قال لي صديقى الصحفي عامر محمود إن "كبارا" في الوسط الصحفي تورطوا في الأمر عندما شيروا فيديو لساويرس يلقي على الجماهير بشيء ما على أنه دولارات.
ويبدو أنهم فعلًا "كبار" في السن وليس المهنة، إذ إن المشهد الذي شيروه لا يمكن تصور أنه لرجل أعمال يلقي بدولارات على الجماهير بحجة أنه فرحة بالفوز.
وقد دعم فكرة "الكبار" الكاتب الصحفي محمد حسان عندما كتب يصف ما حدث بأن الواقعة تؤكد أن بعض هؤلاء الكبار مجرد بلالين منفوخة لا علاقة لها بالمهنة ولا الصحافة ولا الإعلام.
الأكثر إثارة أن نجيب ساويرس بعد توضيحه للأمر؛ مؤكدا أنه كان يوزع بلالين "صوتية" على بعض جماهير الاستاد أصر أحدهم –أحد الداعمين لفكرة الدولارات- أن نجيب ساويرس لم يكن يوزع بلالين وإنما دولارات وذلك تحت شعار إننا نعرف عنك ما لا تعرف عن نفسك.
ألقت بي واقعة الدولارات والبلالين إلى ذاكرة لا يمحوها الزمن عندما كنت صحفيا صغيرا وتعرض الراحل صفوت الشريف لإطلاق رصاص من بعض الإرهابيين، تواصلت مع طبيب امتياز بمستشفى عين شمس التخصصي كنت أعرفه فقال لى بالنص "الوزير مات" ودون أن أسعى لتأكيد الخبر دخلت على الأستاذ وحيد غازي رئيس التحرير عليه رحمة الله.
قام الرجل من مكتبه وأغلق الباب بالمفتاح وسألنى: ما معنى كلمة خبر؟ وقبل أن أتحدث قال "خبر الشيء يعني علمه عن تجربة "وفي معنى آخر "علم شيئا بحقيقته الكاملة".. ثم سألنى عن مصادري وعددها ووظائفها ومواقعها.
أصر الرجل على حبسى معه وهو يتابع التليفزيون.. دقائق وخرج صفوت الشريف على الهواء وبيده قطعة من الشاش الأبيض وهو يعلن بقوة وتحدٍ إننا لن نركع للإرهاب.
كان درسا مهما وعظيما تعلمت منه المعنى الحقيقي للخبر ومنذ هذه اللحظة وأنا أطبق ما تعلمت من أستاذ كبير.