تصحيح أخطاء رئيس!
ليست المرة الأولى التى يضطر البيت الأبيض لتصحيح تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكى بايدن عن الرئيس الروسى بوتين بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، ويقول إن بايدن لم يقصد إزاحة بوتين عن السلطة في روسيا عندما قال في وارسو بوضوح شديد هذا الرجل أى بوتين لا يجب أن يبقى في السلطة، وإنما قصد ألا يكون للرئيس الروسى سلطة على بلدان أخرى غير روسيا، رغم أن كلام بايدن كان واضحا جدا ولا يقبل التأويل الذى لجأ إليه مساعدوه ليصححوا له خطأ جسيما في عرف الدبلوماسية والعلاقات الدولية!
فقد سبق أن اندفع الرئيس الأمريكى قبلها بأيام أيضا ووصف الرئيس الروسى بأنه مجرم حرب، واضطر البيت الأبيض أيضا أن يلتمس الأعذار له بالقول أنه كان يتحدث من قلبه، أى على سجيته وبعفوية، رغم أن الرئيس -أى رئيس- عليه أن يتحكم في فمه ويضبط لسانه ويختار كلامه بعناية لأن كل كلمة له محسوبة عليه وعلى بلاده وتؤثر على مصالحها وأمنها القومى.. فهو ليس مواطنا عاديا وليس لديه ترف الاندفاع والتهور في كلامه!
وسبق للرئيس الأمريكي وهو مرشح أن وصف الرئيس الروسى بأنه قاتل، ولكنه بعد أن دخل البيت الأبيض اضطر للتعامل والتواصل معه واللقاء به، وعندما حاول بعض الصحفيين تذكيره بما اتهم به الرئيس الروسى تهرب عن الحديث حول هذا الأمر.
وإذا كان اندفاع بايدن هذا يعكس حقيقة موقفه الحقيقى تجاه بوتين وكراهيته له، خاصة وأن الرئيس الروسى متهم من قبل الديمقراطيين بأنه ساهم في هزيمة هيلارى كلينتون وفوز ترامب بالرئاسة، فإنه في ذات الوقت يترجم أيضا اندفاعا يتسم به الرئيس الامريكي بايدن يزعج المحيطين به في البيت الأبيض ويجبرهم على التدخل لعلاج تداعيات هذا الاندفاع الغريب الذى صاحبه فقدان التركيز أحيانا وهو يتحدث أيضا!