سياسة حافة الهاوية أمام الغرب.. في صالح روسيا أم ضدها؟
تتبع روسيا سياسة حافة الهاوية في صدامها مع الغرب، من أول لحظة قررت فيها اقتحام أوكرانيا وهي تهدد بالنووي وإشعال حرب عالمية ثالثة لم يعرفها التاريخ من قبل حال تدخلت أي دولة غربية في الصراع المشتعل مع الحليف القديم، ما يطرح السؤال: لأي مدى يمكن أن تستفاد روسيا من هذه السياسة ومتى تنقلب ضدها.
التلويح باستخدام النووي
يقول فاضل عاشور، الكاتب والمحلل السياسي، ان التلويح المستمر باستخدام أسلحة الدمار الشامل من أدوات سياسة حافة الهاوية التي يلجأ إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لممارسة أقصى قدر من الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن وعلى حلف الناتو.
وأضاف: يستغل في ذلك تردد ومخاوف بايدن والناتو من المواجهة المباشرة التي قد تفضي إلى حرب عالمية ثالثة، مردفا: لكن سياسة حافة الهاوية سلاح ذو حدين، فقد تنجح روسيا من خلالها في الحصول على تنازلات سياسية تضمن لها تحقيق بعض أهدافها السياسية لاسيما ما يتعلق بحياد أوكرانيا وعدم انضمامها للناتو وقد تنقلب عليها من خلال العقوبات ونزع بعض أسلحتها الاستراتيجية.
واختتم: تظل المخاوف قائمة من عدم التحكم الروسي في ضبط إيقاع تلك السياسة أو التهور في استخدامها باللجوء إلى السلاح البيولوجي أو الكيماوي وهنا قواعد اللعبة ستتغير، وطبقا للتصريحات الأمريكية فإن الناتو والحلفاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
أمريكا والجمرة الخبيثة
وكانت روسيا كشفت اليوم عن ما وصفته بأدلة تطوير أمريكا سلالة من الجمرة الخبيثة في أوكرانيا،على لسان المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف
وقال كوناشينكوف إن وزارة الدفاع الروسية، تواصل دراسة الوثائق الواردة من موظفي المختبرات البيولوجية الأوكرانية، حول الأنشطة البيولوجية العسكرية السرية للولايات المتحدة في أوكرانيا.
وأضاف: "اكتشف خبراء من القوات الروسية للحماية من الإشعاع والسلاح الكيميائي والبيولوجي، أثناء دراستهم للوثائق، وجود حقائق جديدة تثبت المشاركة المباشرة لوزارة الدفاع الأمريكية في تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا".
المشروع البيولوجي
ولفت إلى أن وزارته ستقدم في المستقبل القريب وثائق أصلية تثبت أن المشروع البيولوجي "U-Pi-2" تمت صياغته والموافقة عليه في البنتاجون، وقال كوناشينكوف: "كان الهدف الرئيسي من هذا المشروع إجراء تحليل جزيئي للعدوى الخطيرة المتوطنة في أوكرانيا بشكل خاص. وتضمن هذا العمل أخذ عينات من العامل الممرض في مقابر قديمة للماشية من أجل الحصول على سلالات جديدة من الجمرة الخبيثة".
العدوى الخطيرة
وشدد على أن تجارب البنتاجون المذكورة لم تقتصر على تطوير العدوى الخطيرة، بل شملت اختبار العديد من الأدوية غير المسجلة على العسكريين الأوكرانيين، كما تثبت الوثائق أن الدفاع الأمريكية اتفقت على ذلك مع شركة خاصة لإنتاج الأدوية.