فتحي غانم.. الأديب الذي أغضب عبد الناصر وطه حسين ووصفه السباعي براقصة يهودية
من أهم كتاب الرواية، عمل بالصحافة من باب الأدب فأصبح كاتبا شديد التميز، يخلط الصحافة بالرواية في كتاباته، انفرد فتحى غانم بأسلوبه حتى أصبح أحد أعمدة الصحافة في مصر منذ نهاية الأربعينيات حتى رحيله عام 1999 حتى أن الأديب نجيب محفوظ وصفه بأنه أهم الروائيين المصريين المثقفين.
ولد فى مثل هذا اليوم 24 مارس عام 1924 الأديب الصحفي فتحي غانم وتخرج من كلية الحقوق وعمل بالنيابة الإدارية ثم إدارة التحقيقات بوزارة المعارف حيث زامل فيها الكتاب عبد الرحمن الشرقاوي وأحمد بهاء الدين وكثيرا ما كانوا يتناقشون في الأدب والفكر والفن وذلك عام 1947.
مناصب متعددة
ترك وزارة المعارف للعمل في الصحافة بمجلة "آخر ساعة" ثم انتقل منها إلى مجلة "روز اليوسف" ثم رئيسا لتحرير مجلة صباح الخير خلفا لأحمد بهاء الدين، ورئيسا لتحرير "وكالة أنباء الشرق الأوسط" ورئيسا لمجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير الجمهورية وأخيرا رئيسًا لتحرير "روز اليوسف" عام 1973.
الكتابة الأدبية
ويحكي فتحي غانم كيف عمل بالصحافة فيقول: في نفس الوقت الذي كنت أعمل فيه موظفا كان بهاء الدين مشرفا على مجلة الفصول لصاحبها محمد زكى عبد القادر، ولاحظ بهاء ميولي الأدبية في الكتابة، فطلب مني كتابة شيئا في مجلة الفصول، فكتبت مقالات في النقد والتاريخ، أعجبت بخفيف الدم الصحفى كامل الشناوى وكان رئيسا لقسم الأخبار بالأهرام وكنت أتردد على ندوته الأسبوعية وهناك قابلت إحسان عبد القدوس، فاتفق معي إحسان على الكتابة في روز اليوسف فى مقالات النقد الأدبي، ولم أستطع في هذه الفترة ممارسة الفكر الحر في الصحافة لكنى مارسته بكل حرية في رواياتي.
إعجاب مصطفى أمين
وأضاف فتحى غانم: بينما كان محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير آخر ساعة عام 1952 وبدأ أصحابها مصطفى وعلى أمين تطوير المجلة عرض على مصطفى أمين العمل في آخر ساعة وقال لي: قرأت ما ترجمته عن شارلي شابلن في مجلة "القلم" التي يصدرها الشرقاوي وصلاح حافظ وزهدي ويسعدني تكتب معانا، التحقت بالعمل معه وكتبت فى كل الموضوعات النسائية وكنت أوقع باسم أخصائية جمال.
فى آخر ساعة كتبت أقول إن الدكتور طه حسين عقبة كبيرة في طريق القصة، وبعدها طلب طه حسين أن يراني، وذهبت إليه وتحدث معي طويلا عن مفهومي للأدب والقصة فقد ضايقنى أن طه حسين كان يعامل الأدباء حتى توفيق الحكيم كمدرسي النحو والصرف.
الأكثر حرية
اتجهت إلى كتابة الرواية لأكون أكثر حرية في التعبير، فقد أعطتنى الصحافة مساحة لنشر رواياتى، وكان هذا شيئا مهما جدا، إذا كان هناك عيبا في عملى الصحفى هو أننى لم أخلص للصحافة لكنى استفدت من وضعى الصحفى لأنشر رواياتى وأعرف كروائي.
وبدأت بكتابة رواية (الرجل الذى فقد ظله) ثم زينب والعرش، الأفيال، الجبل، تلك الأيام، بنت من شبرا، الغبي، تجربة حب، قليل من الحب كثير من العنف وغيرها، وكان آخرها روايته ست الحسن والجمال وتحول معظمها إلى أفلام سينمائية.
معارك صحفية
كانت أولى معاركه الصحفية مع الروائيين إحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وعبد الحليم عبدالله، حين كتب منشورا في مجلة آخر ساعة 1954 يتفق مع رشاد رشدي، في رفض الجيل السابق من الروائيين وعدم الاعتراف بهم وغضب السباعي وكتب مقالا بعنوان (ليز ولين)، وهما راقصتان يهوديتان معروفتان في مصر ويقصد هنا التلميح إلى غانم ورشدي، فرد عليه غانم بمقال بعنوان (التلميذ البليد يكتب في فؤاد الجديد).
اصطدم فتحى غانم بالرئيس عبد الناصر حين كلفه الكاتب على أمين بكتابة موضوع عن حادث المنشية ـ محاولة اغتيال عبد الناصر ـ ولأن غانم يملك ملكة السرد القصصي لم يكتف بما جمعه من معلومات، إلا أنه ذهب إلى "محمود عبد اللطيف" المتهم بمحاولة الاغتيال، وكتب عن حياته على الطبيعة فى حى إمبابة، فجعل بطل الحادث هو الجاني وثار عبد الناصر واتصل بـ علي أمين غاضبا، إلا أن أمين أفهمه أن النتيجة عند الجمهور ستكون في صالحه شخصيا، واقتنع الرئيس، وأصبح غانم بعدها من أشهر الصحفيين.
أقوال فتحى غانم
يقول فتحى غانم: إن الأدب أبقى وأفضل من السياسة، ولذلك كان هيكل يضحك ويقول لى: "خلاص أنت بتاع الصفحة الأخيرة وأنا بتاع الصفحة الأولى" أى بتاع السياسة.
ويقول أيضا: نجح التليفزيون في تعريف الناس باسمي أما فكرى فلست متأكدا من ذلك والإبداع هو العمل الوحيد الذي يفسده التخطيط.
حصل فتحى غانم على وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1962 وشهادة تقدير وزارة الثقافة عام 1969 عن روايته الرجل الذى فقد ظله.