داعية سلفي: الدرن سبب تشويه اللحية في العالم والموضة أعادتها للأضواء
قال الدكتور أحمد عبد الرحمن العمر، الداعية السلفي، أن اللحية كانت قديما ذاتَ قيمة اجتماعية في معظَمِ أنحاءِ العالم، واستمرت كذلك على مدارِ قُرون، حتى ظهرت الهستيريا المعادية لها، مع اكتشافِ ميكروب الدرن، وصارت اللحية كبش فداء له.
اللحية في العصور القديمة
أضاف: مع ثبوتِ خطأِ المعلومةِ لم يرجع النهم باللحية كما كان؛ لأن حلقها ارتبط في أذهانِ النَّاسِ بالنظافةِ والوسامةِ وحُسنِ المظهَرِ، خُصوصًا بعد ثورةِ الفَن والسينما.
تابع: زاد العبءُ على المتديِّنين واشتدَّت غُربتُهم، وصارت اللِّحْيةُ أُضحوكةً في عصر طغيان الاشتراكيَّةِ والعلمانيَةِ، فاضطر بعضُ المُصلِحين لحَلقِ لِحاهم أو تخفيفِها تخفيفًا شديدًا هربا من المضايقاتِ وحِفاظًا على وجودِهم في المجتَمَعِ وممارسة الإصلاحِ حَسَبَ الطاقةِ.
اختتم: رجعت اللحيةُ بعد 2010 في شكل "موضة" بأشكالٍ وقصَّاتٍ مختَلِفةٍ على وجوهِ بَعضِ مشاهيرِ الفَنِ والرياضةِ، لافتا إلى ان اللحية جعلت المشاهير أكثر ثقة في أنفسهم وجعلت الشبابَ يقَلدونَهم، وصارت اللحيةُ موضةً مألوفةً، وقد كان المشاهيرُ من الصَّالحين أَولى بتلك الثِّقةِ وأجدَرُ بالحفاظِ على سُنَّةِ اللِّحْيةِ، على حد قوله.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.