بوتين وتأجيل احتلال كييف لهذا الهدف!
لو اقتحمت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية اليوم تكون القصة انتهت ويكون المتبقي مطاردة أركان النظام الحالي أو هروبهم إلى مدن أخرى أو بعيدا إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا أو إلى إحدي الدول القريبة وإعلان السيناريو البديل وهو حكومة في المنفى وحرب عصابات داخلية وهو وضع لا ينبغي أن يستمر طويلا وبالتالي تكون المفاوضات حتى بشروط المنتصرين حتمية.. ولكن فيما يبدو هذا لا يريده بوتين.. أو للدقة لا يريده الآن..
إذ إن المطلوب ليس فقط أن تبقى أوكرانيا محايدة بغير عضوية في حلف الناتو إنما المطلوب فيما يبدو منعها من تشكيل أي خطر في المستقبل لا بالإرادة ولا بالقدرة.. وهذا يتطلب تكسيحها بالكامل وبتدمير كافة امكانياتها العسكرية والاقتصادية بما يحقق هدفين.. الأمن في المستقبل كما أشرنا وكذلك تكليف الغرب فاتورة إعمارها -عشرات أو مئات المليارات من الدولارات- وهو عقاب روسي ردا على العقوبات التي تمت ضدها !
القصف الذي جري أمس ضد قوات مرتزقة قادمة من بولندا إلى أو كرانيا -وهي نقطة لم تلفت الأنظار كثيرا- لم تبرز جدية روسيا في تنفيذ تهديدها بضرب أي دعم عسكري لأوكرانيا فحسب وإنما أيضا وربما الأهم أكدت قدراتها على رصد هذه القوافل حتى لو كانت بشرية محدودة التسليح ورصد عبورها للحدود وضربها داخل الحدود الأوكرانية وليست البولندية وهو ما يؤكد كفاءة أجهزة الرصد والمعلومات والاستطلاع الروسية.. وإذا أضفنا إليه كفاءة التسليح لأدركنا قدرة روسيا في تحقيق انتصار عسكري أسرع من ذلك ولكن كما قلنا يبدو أن الأمر أكبر من مجرد نصر عسكري!
نذكر الجميع أن حرب الخليج الثانية استغرقت الهجمات الجوية لدول التحالف ضد العراق الشقيق ٤٣ يوما اقتربت فيها الغارات من 100 ألف غارة! ولم يكن المطلوب وقتها ضد العراق إلا مثل الهدف نفسه أيضا!