المجاهدون الأوكران!
لا تغيير ولا تعديل في السيناريوهات الأمريكية حتى تشعر أن الكاتب الذي يعتمد عليه في تأليف وإخراج مواقف الإدارة الحالية هو نفسه الذي كتب وأخرج سيناريوهات سوريا وليبيا.. حتي أن الإعلام الغربي حول صرخة العقيد القذافي إلي سخرية وقع فيه الكثيرون عندما تساءل "من انتم" وكانت التقارير أمامه والصور تقول إنهم مرتزقة غير ليبيين!
في أفغانستان كانت البداية.. كل وكلاء أجهزة الاستخبارات أداروا العملية من خلال أكثر الجمل إثارة للنفوس في عالمنا العربي وهي الجهاد في سبيل الله فكان الحشد الذي انتهى إلى انفراد العالم بقوة واحدة وإلى خسارة صديق مهم وإلى جيوش من الإرهابيين عادوا ليقتلوا ويخربوا ويفجروا كما شاهدنا وتابعنا طوال السنوات الماضية!
في سوريا حيث الحشد نفسه وبالمنطق ذاته جاء المرتزقة تحت مظلة مقولة الحق المراد بها باطل ومن خلالهم وقد جاءوا من عشرات البلدان دمروا بلدا حبيبا وغاليا لم يستفد من تدميره إلا إسرائيل وتركيا!
في البوسنة والهرسك في الشيشان القصة ذاتها! لم نر مجاهدا واحدا من هؤلاء يتوجه غربا ضمن عمل كبير ومنظم حتي جاءت الحرب في أوكرانيا لتكرر الولايات المتحدة الأمر ويتم اللجوء إلي المجاهدين من جديد وضد الهدف نفسه وبالطريقة ذاتها وكأن شيئا لم يتغير وكأن ذات الاشخاص ممن أداروا العملية في بيشاور وكراتشي وكابول هم من يديرونها الآن حتي وصل الرقم المتوقع للتطوع عشرات الألوف في بعض التصريحات مما دعا بوتين إلي التلويح باللعب بنفس الورقة فتوالت الإدانات مساء أمس!
المجاهدون الأوكران أخر صيحة في خط إنتاج الإرهاب في العالم كموديل جديد في المقاسات لكن بنفس المواد الخام وبذات الماكينات وبالمهندسين والعمال أنفسهم ويبقي العالم وإلي إشعار آخر تحت رحمة هؤلاء المغامرين بمصالح الكوكب من أجل مصالحهم!