صاروخ التوتر بين الهند وباكستان.. الاتفاقيات الدولية تحسم "الهجوم الخطأ"
طرح حادث سقوط صاروخ هندي عن طريق الخطأ في باكستان مجموعة تساؤلات حول البروتوكولات الدولية المتبعة حال إجراء اختبارات صاروخية بين دول الجوار لعدم نشوب صراعات مسلحة خاصة في البؤر الساخنة بالعالم.
اتفاقية اختبار الصواريخ الباليستية
فبينما تشتعل شرق أوروبا في صراع بين روسيا وأوكرانيا تخوف العالم من انتقال حمى الحرب إلى الهند وباكستان بعد حادث انطلاق صاروخ عن طريق الخطأ من مدينة سيرسا غرب الهند والذي تحطم قرب مدينة ميان تشانو الشرقية الباكستانية في حادث صاعد من حدة التوتر ليفرض الحادث حتمية الأمر الواقع ويضع اتفاقيات 2005 حول اختبار الصواريخ في اختبار حقيقي.
وفي ذلك الصدد كشفت اتفاقية اختبار الصواريخ الباليستية الموقعة في عام 2005 بحسب شبكة سكاي نيوز، حتمية إبلاغ الدول بعضها البعض حال إجراء اختبارات للصواريخ البالستية عن طريق إخطار مسبق بشأن اختبارات الطيران أو إطلاق الصواريخ على اليابسة أو البحر.
فقبل إجراء الاختبار، يتعين على الدولة إصدار إشعار للمهمات الجوية أو تحذير ملاحي لتنبيه طياري الطيران والبحارة، على التوالي، وفقا لصحيفة "إنديا إكسبرس".
كما تكشف الاتفاقية انه يجب على دولة الاختبار إخطار الدول الأخرى في محيطها انها تنوي إجراء اختبارات طيران لأي صاروخ ارضي او بحري قبل ما لا يقل عن ثلاثة أيام من بدء نافذة إطلاق مدتها 5 أيام مع التأكيد على أن موقع الاطلاق ليس ضمن 40 كيلومترا من الحدود الدولية مع مراعاة ان منطقة التأثير المخطط لها للصاروخ ليست ضمن 75 كيلومترا من الحدود.
كما يجب إرسال إخطار رسمي مسبق من الدولة التي تجري اختبار صاروخي من خلال مكاتب الخارجية المعنية والمفوضيات العليا وفق الصياغة الدولية لهذه الاتفاقية
وزارة الدفاع الهندية
وكانت وزارة الدفاع الهندية أعلنت أمس الجمعة أنها أطلقت عن طريق الخطأ صاروخا على باكستان.
وأوضحت الوزارة أن إطلاق الصاروخ جاء بسبب خطأ خلال صيانة الصاروخ، مشيرة إلى أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا وسيتم إجراء تحقيق فيه.
وكانت حذرت باكستان أمس الجمعة، نيودلهي من ”عواقب وخيمة“، بسبب ما قالت إنه جسم طائر مجهول أسرع من الصوت قادم من الهند تحطم داخل الأراضي الباكستانية.
جسم طائر مجهول
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، إنها استدعت القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد، الجمعة، للاحتجاج على ما قالت إنه انتهاك غير مبرر لمجالها الجوي.
وطالبت باكستان بالتحقيق في الحادث الذي قالت إنه كان من الممكن أن يعرض رحلات الطائرات والمدنيين للخطر.
وحذرت باكستان الهند، في البيان، قائلة إنه ”يتعين عليها أن تدرك العواقب الوخيمة الناجمة عن مثل هذا الإهمال، وأن تتخذ إجراءات فعالة لتجنب تكرار هذه الانتهاكات مستقبلا“.
ومن جانبه أعلن اللواء بابار افتخار المدير العام للعلاقات العامة المشتركة بين الخدمات للقوات المسلحة الباكستانية، أن الهند لم تجر أي اتصال مع المديرين العامين للعمليات العسكرية للجيشين الهندي والباكستاني قائلا:" في هذا الشأن، لم يأتِ شيء من الجانب الهندي".
وكان قال افتخار في مؤتمر صحفي عُقد على عجل في وقت متأخر مساء الخميس،: ”في التاسع من مارس رصد مركز عمليات الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية الباكستانية جسما يطير بسرعة كبيرة داخل الأراضي الهندية“.
وأضاف أن الجيش ليس متأكدا من طبيعة هذا الجسم، الذي قال إنه تحطم بالقرب من مدينة ميان تشانو الشرقية، بينما كان قادما من مدينة سيرسا الواقعة في إقليم هاريانا غرب الهند.
وطالبت باكستان الهند أيضا باطلاعها على نتائج التحقيق في الحادث، ولم تتلق وكالة ”رويترز“ ردا من وزارة الشؤون الخارجية الهندية بشأن استفسارها عن الواقعة.
الجيش الباكستاني
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني: ”تسبب مسار هذا الجسم الطائر في تعريض العديد من الرحلات الجوية المحلية والدولية في كل من المجالين الجويين الهندي والباكستاني للخطر، كما هدد حياة البشر وعَرض ممتلكاتهم للخطر“.
وذكر مسؤول من القوات الجوية الباكستانية في المؤتمر الصحفي، أن الجسم يخضع للتحليل الجنائي، وإن النتائج الأولية أشارت إلى أنه صاروخ أرض-أرض أسرع من الصوت، لكنه لم يكن مزودا بأسلحة.
وأضاف أن الجسم كان يطير على ارتفاع 40 ألف قدم وقطع مسافة 124 كيلومترا داخل المجال الجوي الباكستاني قبل أن يتحطم.
وخاضت الدولتان المسلحتان نوويا ثلاثة حروب والعديد من الاشتباكات العسكرية، كان آخرها في عام 2019 عندما حدثت مواجهات بين القوات الجوية التابعة للدولتين.