سلامك النفسي أهم من ألسنة الناس
في مشوار حياتي لم أعمد يوما إلى مظهر أو ما يُسمى وضعا اجتماعيًا، يكون على حساب راحتي أو صحتي النفسية، ورغم ما مررت به من تراجع وصعود متبادل بين لحظة وأخرى، ساعدتني تلك الرؤية على تحقيق أقصى معدلات السلام النفسي من دون اعتبار لكلام الناس وتقييمهم، وكان السؤال الذي يتردد بيني وبين نفسي دائما، ما جدوى كلامهم؟، والإجابة ببساطة صفر؛ فلماذا توقف حركة حياتك بسبب ذلك الصفر.
تمشي يوما فيُقال: ولماذا لا يشتري سيارة؟، تفكر في شراء سيارة فيقال:وماذا يريد بها؟ وهل له خبرة في القيادة أصلًا؟، تعمل في مجالك فيقال: وما جدوى ذلك المجال؟ أما كان الأولى العمل في مشروع خاص؟، تفكر في ترك مجالك فيقال: هل يترك عاقل مجاله؟.
كل ما أقصده – بغض النظر عن تلك الأسئلة الافتراضية – أن أي عاقل يريد سلاما نفسيا بينه وبين نفسه ويريد أن يحقق الرضا بقدر الله، أن يتخذ ما يراه مناسبًا، بشأن حياته الخاصة، من قرارات طالما أنه لا يغضب الله ولم يرتكب أمرًا غير قانوني.
عش يومك يومك.. وطلِّق ألسنة الناس طلقةً بائنة لا رجعة فيه، واغتنم لحظة لن تعود إليك مرة أخرى لو فقدتها.. العمر قصير جدًا وإن كان في نظرك أيامًا وسنين، فلا تهدر منه لحظة تكن فيها متأثرًا بحقد أو حسد على أحد أو تمضغ لحوم الناس بلسانك.. واعلم أنك في تلك الدنيا ضيف، فعش ضيفا خفيفا على أهلها.. واعلم أن الذي شق فمك قادر على أن يطعمه.. والله من وراء القصد.