تناقضات أردوغان.. أسرار جديدة عن زيارة رئيس إسرائيل لتركيا | صور
حالة من الجدل تبعت زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج لتركيا وهي الزيارة الأولى لرئيس إسرائيلي إلى أنقرة منذ عام 2008.
وتوترت العلاقات التركية الإسرائيلية بعد مقتل 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متّجهة إلى قطاع غزة في العام 2010، وتصاعد التوتر مع سحب سفيري البلدين في 2018 بعد مقتل محتجّين فلسطينيين في قطاع غزة.
العلاقات التركية الإسرائيلية
وبحفاوة بالغة وسط أنغام النشيد الوطني الإسرائيلي استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج يوم الأربعاء الماضي وهي الزيارة التي لاقت ردود فعل مناهضة خاصة وسط الموقف التركي المعلن تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.
غادر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج تركيا، أمس الخميس، في ختام زيارة رسمية استمرت يومين.
ووصل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج إلى أنقرة ظهر الأربعاء الماضي في زيارة وصفتها وسائل الإعلام العالمية بالتاريخية إلى تركيا، وبلغت ذروتها باجتماع قمة مع الرئيس المضيف رجب طيب أردوغان.
وبعد وضع إكليل من الزهور على قبر مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، تم استقبال هرتسوج في قصر أردوغان في أنقرة وسط أنغام النشيد الوطني الإسرائيلي، مع إطلاق 21 طلقة مدفعية شرفية في الخلفية.
وسائل الإعلام الإسرائيلية
وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أنه لم يسمع النشيد الوطني الإسرائيلي في أنقرة منذ سنوات عديدة، بالإضافة إلى ذلك تم رفع الأعلام الإسرائيلية في قصر أردوغان، كما بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية زيارة هرتسوج على الهواء مباشرة.
وغرد هرتسوج بعد الاستقبال: "أشكر الرئيس التركي أردوغان على الترحيب الحار في قصره. وأعتقد أن كل الشعوب والأديان والدول يمكنها وينبغي لها أن تعيش في منطقتنا في سلام، وأن الشراكة ستجلب معها البركة والازدهار. لنا جميعًا."
وبدت الأمور أكثر انفتاحًا بين أنقرة وتل أبيب مع إفراج تركيا عن زوجين إسرائيليين احتجزتهما لمدة أسبوع تقريبا للاشتباه في تجسسهما، وهو ما نفته إسرائيل.
وعقب تلك الخطوة، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالا بالرئيس التركي على الإفراج عن الزوجين، في أول اتصال على هذا المستوى بين الدولتين منذ عام 2013.
وبدت العديد من المؤشرات على تحسن العلاقات بين البلدين قبل شهور، ففي لقاء للرئيس التركي مع أعضاء الجالية اليهودية التركية وأعضاء "تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية"، ديسمبر الماضي، قال إنه يولي اهتماما للحوار الذي تم إحياؤه مجددا، سواء مع الرئيس الإسرائيلي أو رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وتأتي ردود الفعل الغاضبة من الزيارة خاصة أن الرئيس التركي كان من أكثر الأصوات التي كانت تنادي بإدانة إسرائيل علي أفعالها تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة بشكل خاص.
ودائما ما يستغل الرئيس التركي رجب أردوغان التصعيد بين إسرائيل وحماس لتقديم نفسه كزعيم للمسلمين ولتحقيق أهداف سياسية داخلية. لكن رغم هجوم أردوغان المتكرر على إسرائيل، فإن بلاده تبذل جهدا كبيرا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
ومنذ شهور وصف الرئيس التركي إسرائيل- بحسب دوتش فيله- الألمانية بكونها "دولة إرهاب" و"غير أخلاقية" وذلك في استمرار فضلا عن العديد من الانتقادات اللاذعة بشكل يومي ضد إسرائيل وحلفائها.
ورغم هجوم أردوغان العنيف والمتكرر بشكل مباشر ضد إسرائيل، إلا أنه الشهور الأخيرة قبيل زيارة هرتسوج لأنقرة شهدت مباحثات بين تركيا وتل أبيب خاصة في ظل تنامي التبادل التجاري بين البلدين وارتفاع الصادرات التركية إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة.
وفي تصريح صحفي مشترك، قال أردوغان إن تطوير وتعزيز العلاقات التركية الإسرائيلية يتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لبلدينا وللسلام والاستقرار الإقليمي، على حد تعبيره.
وأضاف أردوغان: "واثق أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين بلدينا، وواثق من أن العلاقات التركية الإسرائيلية في الفترة القادمة ستجلب معها فرصًا جديدة من حيث التعاون الإقليمي".
بدوره أفاد الرئيس الإسرائيلي بأن "العلاقات بين شعبي البلدين لها جذور تاريخية ودينية وثقافية قديمة جدًا وقوية"، متابعًا: "يمكن لإسرائيل وتركيا، بل ينبغي عليهما، الانخراط في تعاون من شأنه التأثير بشكل واضح على هذه المنطقة، التي نسميها جميعًا بيتنا".
وقال هرتسوج: "لن نتفق على كل شيء، لكننا نتطلع إلى حل خلافاتنا باحترام متبادل وحسن نية".