لماذا تعتبر روسيا ماريوبول الساحلية هدفا استراتيجيا وعسكريا لها
تفرض تطورات وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا نفسها بقوة على تغطيات وسائل الإعلام، بسبب الأحداث المتسارعة التي تحيط بتلك الحرب.
وتشير سيناريوهات العملية العسكرية وتتحدث عن هدف استراتيجي ومكسب عسكري مهم لروسيا إذا سيطرت قواتها على مدينة ماريوبول الساحلية.
أهمية ماريوبول العسكرية
واعتبرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن ”الاستيلاء على ميناء ماريوبول الأوكرانية بمثابة هدية للقوات الروسية ومفتاح استراتيجي مهم لتنفيذ خططها العسكرية، مشيرة إلى أن هذا التقدم سيُمكن الجيش الروسي من إنشاء ممر بري بين المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي تم ضمها.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنه ”بالنسبة لموسكو، سيؤمّن هذا التحول السيطرة على الساحل الأوكراني على بحر آزوف. ونقلت الصحيفة عن يوهان ميشيل – المحلل البحثي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في لندن – أن ”ماريوبول تقاوم غزوًا منذ عام 2014، وتظل هدفًا رئيسيًا للقوات المدعومة من روسيا“.
وأضاف ميشيل، وفقا للصحيفة، أنه ”إذا استولت هذه القوات على ماريوبول، فسوف يحررون قوات الجيش الروسي من خط المواجهة ويجعلها متأهبة ومستعدة لعمليات أخرى، معتبرا أن هذا التقدم – إذا تم – سيكون له أهمية عسكرية تكفي لقلق الأوكرانيين“.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن تقييم أعدته شركة ”جينس“، وهي شركة عالمية للمخابرات متخصصة في مواضيع الشؤون العسكرية والأمنية الوطنية والفضائية والمواصلات، أن ”الموقع الجغرافي للميناء – الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات من المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون – يجعلها ذات أهمية استراتيجية“.
ووفقا للتقييم، فإن ”ماريوبول هي أيضًا مدينة صناعية مهمة، بها مواقع مهمة لإنتاج الحديد والصلب، حيث تدرك موسكو أن الاستيلاء على المدينة والسيطرة على الميناء الرئيسي وكذلك الصناعات المهمة سيضع ضغوطًا اقتصادية على الحكومة الأوكرانية“، بحسب ”التايمز“.
وقالت الصحيفة إنه ”في السيناريو الأكثر ترجيحًا، ستواجه القوات الأوكرانية الموجودة على طول خط الاتصال السابق – خط المواجهة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين قبل الغزو – إما عزلة لوجستية أو تطويقًا“.
وأوضحت أنه ”في هذه الحالة ستكون موسكو قادرة على توحيد المتمردين المدعومين منها في شرق أوكرانيا مع قواتها في شبه جزيرة القرم، معتبرة هذا التقدم إنجازا مهما ”رمزيًا“ من شأنه أن يسلط الضوء على التوسع الروسي“.
وقالت الصحيفة: ”يري المسؤولون الغربيون أن ”تطويق القوات الأوكرانية في الشرق كان أمرًا بالغ الأهمية لنجاح العملية، لأن هذه القوات هي الأكثر فاعلية وقدرة وتدريبًا وتجهيزًا في البلاد، مشيرين إلى أن السهولة التي يتم بها الاستيلاء على ماريوبول بعد القصف الشديد يمكن أن تؤثر على وجهات النظر والتكتيكات الروسية في المستقبل“.
ميدانيا، ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”موسكو شنت هجوما جديدا على مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب أوكرانيا، يوم الخميس، بعد يوم من قصف إحدى طائراتها مستشفى للولادة، مما يوضح كيف تكثف روسيا مسعى عنيفًا للاستيلاء على بلدات استراتيجية، بتكلفة عالية للمدنيين“.
وأضافت الصحيفة أن ”محاولات إجلاء المدنيين من ماريوبول قد باءت بالفشل على بحر آزوف مرارًا وتكرارًا، حيث أصبح حصارها وقصفها حكاية تحذيرية لما قد يحدث للمدن الأوكرانية الأخرى بينما تضغط روسيا على غزوها“.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة أصبحت الآن محاصرة من قبل القوات الروسية التي وصل بعضها إلى أطرافها، بحسب السلطات المحلية. ونقلت عن سيرجي أورلوف، نائب عمدة ماريوبول، قوله إن ”الدفاعات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة لكنها تمكنت من صد الهجمات“.
وأشارت ”الجورنال“ إلى أن ”القصف الروسي اليومي ترك المدينة – التي يزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة – دون طعام أو مياه نظيفة أو كهرباء، حيث أظهرت لقطات فيديو لأجزاء من ماريوبول تشبه المدن التي سوتها روسيا بالأرض في صراعات أخرى، مثل غروزني في الشيشان وإدلب في سوريا“.