لماذا يميز السلفيون أنفسهم عن بقية المسلمين؟
تحاول السلفية دائما تمييز نفسها وأنصارها، يرفض السلفيون الرّد بموضوعية على شُبهَة القَول "سمّانَا الله بمُسلمِين ولَم يقُل سَلفيّين" بما يجعل كل المسلمين في ميزان واحد، وتتنوع ردود السلف في هذه القضية لتصب كلها في خانة تزكية السلفية عن بقية المسلمين، واعتبارها الفرقة الناجية دون غيرها.
المسلم أمام غير المسلمين
يزعم السلفيون أن المسلم يسمى كذلك إن كان المقابل له كافرا، لكن على مستوى الدين الإسلامي، يرون ضرورة لتقسيم المسلمين إلى فئات عدة، إذ لا يصح لهم وضع الجميع في قالب واحد، فهناك “العقلاني” بحسب ـ التسمية السلفية ـ الذي يعتقد في أهلية العقل للحكم على الأشياء، فإذا تقابل أو جرت مقارنته بالسلفي، فالأخير يميز نفسه عنه بأن يقول: أنا مسلم أثري يعني أتبع الأثر، لا العقل المجرد.
أما لو كان مسلما ويتبع أحد الأحزاب المدنية، أو يؤمن بالمجتمع الحديث، فالسلفي هنا يتوجب عليه تمييز نفسه عنه، باعتباره سلفيًا أثريا، وانتسابه للفكرة وحده يكفي للتميز عن هؤلاء، الذين يعتبرهم أهل بدع وأهواء وأحزاب وجماعات.
وبحسب العديد من المصادر، يرتاح السلفيون إلى ضرورة إضافة اسم آخر إلى الإسلام، لتمييز أفرادها، إذ يرون أهمية لتمييز من ينتسب إلى الإسلام فقط، وآخر ينتسب إلى المنهج الحق، وهي السلفية بالضرورة بحسب اعتقاداتهم.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.