هل الشعب الروسي على استعداد للتضحية وتحمل العقوبات الغربية ؟
تؤكد الكثير من مراكز الأبحاث الدولية، أن الأسبوع الأول من الحرب جعل الاتحاد الروسي يتراجع بمقدار 20 عامًا إن لم يكن أكثر على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي بسبب العقوبات الصارمة على البلاد من أمريكا والغرب، ما يطرح الكثير من الأسئلة عن مدى استعداد الشعب الروسي لتحمل المعاناة الاقتصادية خلال سنوات أخرى قادمة.
قدرة الروس على التحمل
تكشف العديد من الإحصائيات التي أجرتها مراكز أبحاث خلال الأيام الماضية، أن الروس مستعدون من حيث المبدأ للمعاناة من أجل استرداد عظمة بلادهم، وتوضح الأبحاث أن 63٪ من الروس يقيّمون بشكل إيجابي السياسة الخارجية لبلادهم و59٪ يدعمون العمليات العسكرية في أوكرانيا، ولايرفض السياسة الروسية إلا 16٪ فقط من مجمل الروس، وهؤلاء فقط الذين يعتبرون حكومة بلادهم البادئ في التصعيد من أجل العودة إلى حدود الاتحاد السوفيتي، التي يدعم عودتها من الشعب ما يزيد عن 51 %.
قلة تعارض بوتين
تصنف جهات عديدة نسب غير المؤيدين لسياسة بوتين بحوالي من 2 إلى 3 % فقط من إجمالي الروس، منهم بعض النخب الروسية من رؤساء الشركات الكبرى الذين ليس لديهم استعداد لتحمل العقوبات الدولية لفترات طويلة، إذ يندمج رجال الاقتصاد الروسي الكبار اليوم بشكل كبير في العالم الغربي ولديهم مصالح في مجالات مختلفة، ولن يكون لديهم استعداد لاستبدال حياتهم الغنية بآخرى قد يخسرون فيها ثرواتهم.
وتتخوف هذه النخب من مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية، ولاسيما أن ما يحدث الآن على المسرح الدولي ليس له سوابق يمكن القياس عليها، فما حدث بعد الحرب العالمية الثانية أن دول المستعمرات السابقة، والأعداء الكبار لأمريكا وحلفائها مثل اليابان وألمانيا اندمجوا في المنظومة الثقافية الغربية، وأصبحوا الآن يعبرون عن مصالح المجتمع الحر، وهو أمر غير متوقع في الاتحاد الروسي، ما يزيد من فاتورة المواجهة واستعدادهم للدفاع عن سياسة روسيا ضد الغرب.