التسوية القذرة.. ولا عزاء لفريدمان!
طرح الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان ثلاثة حلول محتملة للأزمة الأوكرانية تنهى الحرب الدائرة الآن على أراضى أوكرانيا.. الأول اعتبره حلا كارثيا ويقضى بانتصار كامل للروس يمكنهم من السيطرة على أوكرانيا كاملة بشرقها وغربها بعد اقتحام عاصمتها كييف ومدنها الرئيسية وضمها للاتحاد الروسي، وهذا الحل يرى فريدمان أن تطورات المعارك على الأراضى الأوكرانية تسير في اتجاه حدوثه..
أما الحل الثانى الذى يحبذه ويتمناه توماس فريدمان فهو حدوث تطور داخل روسيا يتم من خلاله الإطاحة بالرئيس الروسي بوتين والتخلص من حكمه وبعدها يتم انسحاب القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية لتستعيد أوكرانيا استقلالها، ولذلك أطلق فريدمان على هذا الحل وصف الخلاص..
وبين هذين الحلين الذى يعتبر توماس فريدمان أحدهما كارثى ويرى في الآخر خلاصا من الكارثة طرح الحل الثالث الذى لا يتمناه ولا يرغب فيه، وهو الحل الذى يقضى بحدوث تسوية بمقتضاها تتمكن روسيا من ضم شرق أوكرانيا لها وتضمن عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وتحظى برفع كل أو على الأقل أغلب العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليها.. ولان توماس فريدمان لا يتمنى هذا الحل فقد وصف هذه التسوية بالقذرة، وهذا مفهوم لإنها سوف تمكن روسيا من تحقيق إنتصار ما سوف يحفظ لها مكانتها العالمية ويزيدها، خصما بالطبع من المكانة العالمية لأمريكا التى تآكلت في السنوات الأخيرة وتصورت إدارتها أن الحرب الاوكرانية فرصة لترميمها واستعادة ما تآكل منها.
غير أن تطورات العمليات العسكرية على الأرض الاوكرانية ورغبة روسيا في التخلص من أعباء العقوبات الاقتصادية المؤلمة قد يدفع في هذا الاتجاه للوصول إلى هذا الحل أو هذه التسوية، ولا عزاء لتوماس فريدمان!