أنا لا أعض!
هكذا وصف الرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه وهو يطلب من الرئيس الروسي أن يلتقيه ويتفاوض معه وجها لوجه، وألا يجلس بعيدا عنه بأمتار، كما فعل في لقائه قبيل نشوب الحرب مع كل من الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني! وفي ذات الوقت أسفرت جولة المفاوضات الثالثة بين روسيا وأوكرانيا على اتفاق على فتح ممرات آمنة للمدنيين في العاصمة كييف الراغبين في مغادرتها مع وقف لإطلاق النار في أثناء مغادرتهم!
غير أن المفاوضات لم تسفر شيئا بخصوص جوهر الأزمة ووقف الحرب وتنظيم العلاقات الروسية الأوكرانية مستقبلا، ولذلك تحتاج هذه المفاوضات إلى اختراق مؤثر وكبير في هذا الصدد، ولعل هذا ما قصده الرئيس الأوكراني بعرضه على الرئيس الروسي اللقاء والتفاوض بشكل مباشر!
مفاوضات روسية أوكرانية
والملاحظ أن هذا الطلب لم يلقَ أي اهتمام من الجانب الروسى، رغم أن موسكو استجابت على الفور لطلب الجانب الأوكراني التفاوض من قبل، وبعد الاتفاق على مكان المفاوضات انطلقت هذه المفاوضات والتي لوحظ فى جولتها الثالثة أنها بدأت بمبادرة وفد التفاوض الروسي بالسلام بالأيدي على وفد التفاوض الأوكراني.. ومن هنا يمكن الاستنتاج أنه رغم التوصل إلى إتفاق الممرات الآمنة للمدنيين فإن مواجهة جوهر وصلب الأزمة سوف يحتاج إلى جولات عديدة من المفاوضات، لأن المسافة ما زالت بعيدة عن الجانبين..
فإن الأوكرانيين يطالبون بوقف إطلاق النار وحصار المدن فورا وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية قبل صياغة أسس علاقات البلدين، بينما يتمسك الجانب الروسي بإلتزام أوكرانيا الحياد وعدم الإنضمام إلى حلف الناتو والتوقف عن سياسة العداء مع روسيا مع الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم للدولة الروسية لأنها ملك لها استعادتها قبل ثماني سنوات مضت.
والأغلب أن التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا سوف يحتاج إذا ما حدث مستقبلا إلى مشاركة أطراف أخرى أوربية وأمريكية بعد أن انخرطت هذه الأطراف في الأزمة بشكل مباشر، سواء بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها على روسيا أو بالمساعدات، وبعضها عسكرية، التى قدمتها لأوكرانيا.. أي أن لقاء رئيس أوكرانيا والرئيس الروسي لا يكفي وهذا ما يدركه الروس ولذلك لم يردوا على طلب الرئيس الأوكراني بلقاء نظيره الروسي، بينما يهتم الروس بالتواصل مع الرئيس الفرنسي ثم مؤخرا بالمستشار الألماني.