رئيس التحرير
عصام كامل

استدعاء داعش وشركاه في الحرب الأوروبية!

لم تعد حرب روسيا وأوكرانيا بل هي في الحقيقة حرب روسيا والناتو على أرض أوكرانيا. بدأها الناتو بتوريط أوكرانيا مع روسيا، والآن يسعى زيلنسكى إلى توريط الناتو عمليا وميدانيا، وقتاليا في الحرب مع روسيا بالزن المتواصل على إقامة منطقة حظر جوى فوق أوكرانيا ينفذها حلف الناتو، والأخير رفض واعتبر الرفض قاطعا حتى لا تكون الحرب العالمية الثالثة، وموسكو حذرت أي دولة تقيم حظرا جويا ستعتبرها مشاركة في الحرب. الطرف الغربى فى هذه الحرب بدأ يراجع حساباته فيما يتعلق بخروج الحرب من أوكرانيا إلى العواصم الأوروبية مجتمعة، ولنتذكر أن واشنطن يفصلها عن أرض الحرب، المحيط الأطلنطي على اتساعه!

 

لم يخدع الغرب رئيس أوكرانيا، فمنذ حملة التحريض له لمواجهة موسكو، كان هنالك خط إعلامى مواز يقطع له ولروسيا بأن الناتو لن يحارب روسيا في أوكرانيا، لا برا ولا جوا ولا بحرا، وهو ما كررته إدارة بايدن كثيرا، ومن الواضح أن الإلحاح مستمر من جانب كييف، وتبدو لهجة العتاب، والمؤاخذة التى يخرج بها زيلينسكي من بيان إلى آخر، وكأن الناتو تنصل من وعوده له بالمشاركة في الحرب ضد موسكو. روسيا من جانبها ولكي لا يحدث التباس، أطلقت على حربها اسم العملية الخاصة، أي أنها عملية خارج إطار الحروب في أوروبا وإنها حدث خاص بأهداف محددة في أرض محددة تمثل أهمية حيوية للأمن القومى الروسي. 

تقسيم أوكرانيا

أهداف موسكو تتبلور مع تطور المعارك ونتائجها ميدانيا، ويمكن القول أنها تتكشف يوما بعد يوم، ففى البداية كان الهدف المعلن هو منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأووربي، ومع رابع أيام العملية العسكرية الخاصة هذه تحدثت موسكو عن نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها، ومع دخول العملية اسبوعها الثاني، راحت تؤكد أنها لا تستهدف احتلال أوكرانيا، إنما استئصال النازية الجديدة. مع التقدم البطئ للقوات الروسية، أيا كانت أسبابه، الخوف على المدنيين، أو تفضيل الحصار حول المدن وإضعاف المقاومة الأوكرانية داخلها، فإن الجيش الروسي المتمدد علي ٦٠كيلومترا، بدباباته ومدرعاته ومشاته ومدافعه، وعلى بعد ٢٥كيلومترا من قلب كييف، لن يتوقف حتى تسقط العاصمة ويفر زيلينسكي.

الان وقبل سقوط العاصمة الأوكرانية تتردد حلول دولية وسط عن حل شرقى غربى، كما هو الحال في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فتكون هنالك أوكرانيا الشرقية التابعة لموسكو، تضم الدونباس والجمهوريتين المواليتين لبوتين، وأجزاء من الجنوب والشرق الأوكراني، وأوكرانيا الغربية. بذلك تكون الشرقية حائط صد ضد الغرب. يتردد هذا فى الاعلام الغربى بالونات اختبار، وهو حل انتهازى يفتت الدولة الأوكرانية، كما لن تقبل به موسكو..

 

على أن أخطر تداعيات اطالة أمد القتال، استعانة الطرفين بالدواعش والمرتزقة، وهذه الخطوة بمثابة قبلة الحياة للتنظيمات الارهابية، وبها ستكون أوكرانيا كما كانت أفغانستان، مركز تدريب وتفريخ وتمدد، وتكتوى بهذه النيران الخبيثة كل العواصم الأوروبية. أكثر من ٢٠ ألف متطوع ومرتزق وارهابي، يتدفقون على ما أسمته كييف الفيلق الإقليمي، وموسكو بدورها يتهمها الغرب باستدعاء مرتزقة سوريا، ولتركيا باع عريق، وهى تمد يدها حاليا لموسكو!

 

 

هذه الخيوط النارية ليست متوازية، ربما تبدو كذلك في بداية المشهد، لكنها سوف تتقاطع وتتفاعل، وتتفجر بنتائج تتجاوز الصراع الذي بدأه الغرب، وتورطت فيه موسكو، فتورطت فيه أوروبا.. بينما أمريكا ترعى وتحرض وتمول.. آمنة مطمئنة بينها وبين أوروبا محيط باكمله.. لكن الدرس الذي لم تستوعبه ان الارهاب نائم كامن تحت فراش بايدن في البيت الأبيض.

الجريدة الرسمية