خطوة مفاجئة من الجيش الأمريكي بعد إعلان روسيا وضع قواتها النووية في حالة تأهب
أعلن الجيش الأمريكي، أمس الأربعاء، أنه سيؤجل تجرِبةً لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من الطراز "مينيتمان 3" في محاولة على ما يبدو لتهدئة التوتر بعدما أعلنت روسيا أنها ستضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): ”في مسعى لإظهار أنه لا نية لدينا للانخراط في أي أفعال يمكن أن يساء فهمها أو تفسيرها، أصدر وزير الدفاع توجيها بتأجيل تجربة إطلاق الصاروخ مينيتمان 3 الباليستي العابر للقارات التي كانت مقررة هذا الأسبوع“.
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة ”فرانس برس“، أنه تم اتخاذ هذا القرار ”لإثبات أننا قوة نووية مسؤولة“.
وشدد المتحدث على أنه في خلال فترة التوتر هذه ”من الأساسي أن تضع الولايات المتحدة وروسيا في اعتبارهما مخاطر سوء التقدير والتأكد من تقليل هذه المخاطر“.
وأكد كيربي أن إلغاء الاختبار ”لا يؤثر على موقفنا النووي الاستراتيجي وقوتنا الرادعة“.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إعلان بوتين الأسبوع الماضي أن بلاده التي تمتلك أكبر عدد من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وضعت قواتها النووية في ”حالة تأهب خاصة“، يمثل ”ذروة عدم المسؤولية“، بحسب تعبيره.
وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي أن مثل هذا الخطاب ”خطر ويزيد من مخاطر سوء التقدير ويجب تجنبه“.
وحذَّر بلينكن من أن الحصيلة ”المروعة“ للضحايا المدنيين الذين سقطوا في أوكرانيا منذ بدأت القوات الروسية حربها هذا البلد قبل أسبوع، ستواصل الارتفاع.
وقال إن ”التكلفة البشرية للحرب غير المبررة والمجانية التي يشنها الكرملين، مروعة. هناك مئات إن لم يكن آلاف المدنيين قتلوا وجرحوا“.
وأضاف أن ”عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية لن تنفك تزداد سوءا في الأيام المقبلة“.
وشدَّد على أن البنى التحتية التي دمرتها الضربات الروسية ”ليست أهدافا عسكرية. إنها أماكن يعمل فيها مدنيون وتعيش فيها أسر“.
لكن الوزير الأمريكي امتنع عن اتهام موسكو باستهداف المدنيين عمدًا، مكتفيًا بالقول إن واشنطن تدرس الوضع من كثب.
من جهته قال مسؤول كبير في البنتاجون: إنه يخشى ارتفاعًا كبيرًا في حصيلة الضحايا المدنيين في أوكرانيا في الأيام المقبلة لأنّ الجيش الروسي عازم على ما يبدو على قصف المدن الكبرى لإجبار الأوكرانيين على الاستسلام.
وقال المسؤول للصحفيين طالبًا عدم نشر اسمه: ”نتوقع استخداما مضطردا للمدفعية عندما سيقتربون من المراكز الحضرية وعندما سيحاولون تطويقها“.
وأضاف: ”هذا نموذجي لتنفيذ حصار: عندما تريد تطويق مركز حضري وإخضاعه، وإجباره على الاستسلام، تصبح المدفعية سلاحا مفيدا للغاية“.
وحذَّر المسؤول في البنتاجون من أن ”ما يُقلقنا هو أنه عندما يصبحون (الروس) أكثر عدوانية، يصبحون أقل دقة وأقل انتقائية“ في قصفهم المدفعي.
والأربعاء دقّت واشنطن ناقوس الخطر إزاء خطوة أخرى قد تُقدم عليها القوات الروسية: اللجوء إلى أسلحة محظورة بموجب اتفاقية جنيف.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ”يبدو أنّ روسيا تستعد لتصعيد وحشية حملتها ضد أوكرانيا“.
وأضافت: ”لقد شاهدنا مقاطع فيديو لقوات روسية وهي تنقل لأوكرانيا أسلحة فتّاكة بشكل استثنائي لا مكان لها في ساحة معركة“.
وأوضحت أن هذه الأسلحة تشمل ذخائرَ عنقودية وقنابل فراغية، وهي ذخائر ”محظورة بموجب اتفاقية جنيف“.