علي جمعة: المسلم لا يفتخر بعمله.. فهو مخلوق لله
طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بألا يفتخر المسلم بعمله، ووصف العمل بأنه مخلوق لله، وأن المؤمن ما قدر على عمل إلا بتوفيق الله وأنه قد أَذِنَ بهدايته.
العمل مخلوق لله
وحث جمعة على أهمية أن نشعر بنعمة أن الله، عز وجل، قد هدانا للإسلام من غير حول منا ولا قوة. قائلًا: "لو أرادنا الله ممن غَضِبَ عليهم أو أَضَلَّهم لجعلنا منهم من غير حول منا أيضًا ولا قوة، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة".
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "كُلُّ شئ من عِنْدِ الله؛ مَنْ يَهْده الله فلا مُضِّل له ومن يُضْلِلْ فلا هَادِىَ له. فالكُلُّ من الله، والمنة من الله والتوفيق والهداية من الله. لا تفتخر أيها المؤمن بعملك فإنما عَمَلُك مخلوق لله، وما قدرت عليه إلا بتوفيق الله لك وأنه قد أَذِنَ بهدايتك".
نعمة الإسلام
وقال جمعة: "كانت الصحابة رضى الله عنهم تقول: "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِنِعْمَةٍ بَعْدَ نِعْمَةِ الإسلام "، فهم يعلمون أن نعمة الإسلام لا تُقَدَّرُ ولا تُقَوَّمُ بشئ. فيجب أن نشعر بنعمة أن الله عز وجل قد هدانا للإسلام من غير حول منا ولا قوة، ولو أرادنا من أولئك الذين قد غَضِبَ عليهم أو أَضَلَّهم لجعلنا منهم من غير حول منا أيضًا ولا قوة، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة".
وأضاف جمعة: "فيجب بعد أن أَنْعَمَ اللهُ عليك بهذا أن تَقُومَ حيثما يرضى الله وأن تُطَبِّقَ على نفسك ما أراده الله منك، وأن تكون فى مُرَادِ الله سبحانه وتعالى الذى بَيَّنَهُ ووضحه لك. حُسْنُ الأَعْمَالِ نَتَائِجُ حُسْنِ الأَحْوَالِ فإذا حَسُنَ حالك مع الله وَصَحَّ؛ حَسُنَ عملك".
وتابع على جمعة قائلًا: "السلوك الذى يَسْلُكُه المؤمن مرتبطٌ بما فى القلوب ولذلك أخبر ﷺ الصحابة رضوان الله عليهم بسبب سبق أبى بكر رضى الله عنه لهم: " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ وَإِنَّمَا بِشَئٍ وَقَرَ فِى قَلْبِه".
رجل من أهل الجنة
وقال علي جمعة "عن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ قال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال، فلما كان من الغد قال رسول الله ﷺ: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما كان من الغد قال رسول الله ﷺ: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى".
وتابع حديث رسول الله قال علي جمعة: "فلما قام رسول الله ﷺ اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت، فقال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ليلة أو ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل بشيء، غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله، وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء، قال عبد الله: غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث ليال كدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت أنت تلك الثلاث مرات، فأردت آوي إليك فأنظر عملك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ﷺ ؟".
وأضاف "قال: ما هو إلا ما رأيت، فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه) فحُسْنُ الأَحْوَالُ ينتج منه حُسْنُ الأعمال".