رئيس التحرير
عصام كامل

أكثر تحملا من الرجل!

المرأة ركيزة الأسرة وأساس نجاحها، أو إخفاقها ولا يقف دورها عند ذلك الحد بل لعبت دورًا مهمًا في بناء الحضارات وصناعة التاريخ الإنساني الحافل بالأحداث والتحولات الكبرى.. وكم من نساء باهرات لعبن دور البطولة في صنع الأحداث ومواجهة الأزمات، وكن مصدر إلهام ودعم كبيرين للرجل.

 

وفي تاريخنا القريب ما يؤيد صحة ما ذهبنا إليه؛ ف المرأة المصرية ضربت أروع الأمثلة في تحريك الأحداث، ونصرة الوطن ودعم الدولة ومؤازرة القيادة حين خرجت في ثورة 30 يونيو لتصرخ بأعلى صوت في وجه الحكم الإرهابي للإخوان ثم عاودت الخروج والاحتشاد في الاستفتاء على دستور 2014، شاركت بصورة غير مسبوقة في انتخاب الرئيس السيسي المرة تلو الأخرى.

 

صمود المرأة

 

ثم تحملت المرأة ما لا يتحمله بشر في معركة الإصلاح الاقتصادي التي فرضت على الجميع أعباء تصدت لها بجسارة وأحسنت  تدبير شئون بيتها بوصفها وزيرة مالية الأسرة التي يعولها رجال أو بوصفها المرأة المعيلة التي تكيفت ببراعة مع ظروف مادية معقدة ضاعف صعوبتها ما  فرضته جائحة كورونا من تداعيات مريرة اقتضتها أن تتفانى في التقشف واقتصاد النفقات توفيقًا بين الموارد والنفقات.

 

ودائمًا ما تثبت المرأة أنها الجندى المجهول في كل المعارك، وهي مدرسة إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق كما يقول الشاعر.. وهي الجامعة وهي كل شيء في حياة أبنائها ودورها الوطني راسخ لا غبار عليه وهي التي امتثلت لأمر ربها وحملت روحه في أحشائها ليأتي المسيح عليه السلام رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم التي اصطفاها على نساء العالمين.

 

المرأة هي أم سلمة التي أخذ رسول الله بمشورتها في صلح الحديبية.. والمرأة هي التي أجبرت نابليون بونابرت القائد الفرنسي الأشهر إلى اعتزال الحروب وقيادة الجيوش.. وهي التي فجرت مشاعر الحب لدى امرؤ القيس أعظم شاعر عاش في التاريخ وهي التي قال عنها الأديب يحيى حقى: "أنا من دون زوجتى لا أساوي شيئًا.. إنها النظام في حياتي وهي التي تحد من نزواتي وانطلاقاتي البوهيمية".

 

 

أما الكاتب الكبير توفيق الحكيم فقد قال رغم عداوته للمرأة إن عواطف المرأة ودموعها لا تثير فينا غير الابتسام، ومن يدري لعل الحقيقة غير ذلك، وإن القيم السائدة بيننا لا تعدو أن تكون أوضاعًا اجتماعية قديمة تعيش فينا، والدليل على ذلك أن المرأة تتغلب علينا دائمًا بدموعها ومنطقها وتحقق كل ما تريد. أما ما يدهش حقًا فهو ما توصلت إليه أحدث الدراسات من أن المرأة ذلك الكائن الرقيق المشهور بضعفه هي أكثر قوة وقدرة على التحمل من الرجل.

الجريدة الرسمية