لماذا يعتبر السلفية أنفسهم مفوضين شرعيا لحماية الإسلام؟
لا يتهاون السلفية مطلقا في أمور العقائد من وجهة نظرهم، لديهم تفسيرات مركبة وشديدة التعقيد للدولة المدنية ويجتهدون في غلق الطريق على تمدن الدولة، إذ يعتبرونها الخطوة الأولى نحو علمنة الدولة وفصل الدين عن السياسة، وهو الخط الأحمر بالنسبة لهم وفق تكليفات شرعية ودينية على حد زعمهم.
أدلة تكليف السلف بحماية الدين
ويرى السلفية أن الدعاة إلى الله على بصيرة، لديهم تكليفات شرعية في أن يردُّوا ما يخالف أصول الدِّين ردًّا علميًّا تقوم به الحجة على المخالف، بحيث لا يجد فيه المنصف من أتباعه مجالًا للمهاترات.
والردُّ العلميّ من منظور السلف هو الذي يقوم على الكتاب والسُّنَّة، وإلى جانبه أقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين، بهدف إرجاع المجتمع إلى القيم التي حملها المجتمع الإسلامي أيام الصحابة والتابعين.
وبحسب القطب السلفي إبن باز، السلفي مكلف بإبلاغ منهج السلف إلى الناس وينشره بينهم دون أن يجامل في دينه أو يداهن ويتنازل عن شيء من المنهج الذي كان عليه رسول الله ومن اقتدى بهم وسار على منهجهم إلى أن تقوم الساعة.
وبحسب المنهج السلفي، كل من ينتسب إلى السلف حتى يكون سلفيا حقا عليه أن يعمل به في نفسه أولا، وأن يدعو إليه بعد ان يبينه للناس، باعتباره طريق النجاة للفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة، إذ تعتبر السلفية كل من لايتبع منهجها ينجرف مع الفتن الدعايات المضللة وتهزه الاعاصير.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.