رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.. أول من بنى المستشفيات في الإسلام.. وأرسى قواعد العلاج على نفقة الدولة

الوليد بن عبد الملك..
الوليد بن عبد الملك.. صورة تعبيرية

سمي عصره بالعصر الذهبي للدولة الاموية، ولما لا وهو أول من أمن طرق الدولة في مختلف الاتجاهات من دمشق إلى الحجاز، كما حفر الآبار على طول هذه الطرق، ووظف من يعتنى بهذه الآبار ويمد الناس بمياهها، وهو أول من أقام المستشفيات في الإسلام وحجز المجذومين، وأعطى لكل أعمى قائدًا ولكل مقعدًا خادما، يتقاضون نفقاتهم من بيت المال في دمشق، وتعهد الأيتام وكفلهم، وأقام بيوتا ومنازل لإقامة الغرباء، أنه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الذي توفي في مثل هذا اليوم 23 فبراير عام 715م.

نشأته

الخليفة الوليد بن عبد الملك هو سادس خلفاء دولة بني أمية، ولد في المدينة المنورة عام 668 م، وقد شبَّ على حبّ اللغة العربيّة. وتدرب على فنون القتال والإدارة وأصول السياسية، وسمّي عصره بالعصر الذهبي، حيث حكم (من 705 وحتى 715 م)، استطاع فيها أن يقيم دولةً قويةً. وتوفي عام 715م، ودفن في دمشق.

كان عبد الملك بن مروان قبل أن يتولى الخلافة ينهل من علم أهل المدينة وفقهائها، ويتأدب بأدبهم وأكثر من مجالسة العلماء، وروى عنه جماعة من التابعين، مثل: خالد بن معدان، وعروة بن الزبير، والزهري، ورجاء بن حيوة، وقد اشتهر بالفقه حتى قيل: كان فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب، وعروة، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، والأخبار تكاد تتواتر على فقهه وغزارة علمه ورجاحة عقله.

خلافته

وكانت خلافة الوليد بن عبد الملك غرة في جبين الدولة الأموية، لِما تم في عهده من فتوح، ولمنجزاته في الداخل ولاسيما في ميدان العمران والإحسان إلى الرعية والاهتمام بالفقراء والمعوزين وغيرهم.

العصر الذهبي للدولة الأموية

ويلقب عصر الوليد الأول بالعصر الذهبي للدولة الأموية فكان عصره في قمة ازدهار الدولة الأموية ووجه القادة من دمشق لفتح البلاد في مختلف الاتجاهات حيث وصل الإسلام إلى الصين شرقا وإلى الأندلس (أسبانيا) غربا، وكان من رجاله محمد بن القاسم الذي فتح بلاد السند وقتيبة بن مسلم والي خراسان الذي فتح بلاد ما وراء النهر وموسى بن نصير الذي انضم إلى طارق بن زياد في فتح غرب أفريقية وفي فتح الأندلس.

وبلغت الدولة الأموية في عهده أوج عزها حيث فتحت جيوشه بخارى وسمرقند وخوارزم، وفرغانة والهند وطنجة والأندلس. وامتدت في زمنه حدود الدولة الإسلامية من المغرب الأقصى وإسبانيا غربا ووصل اتساع الدولة الأموية إلى بلاد الهند وتركستان فأطراف الصين شرقا في وسط آسيا لتكون بذلك الدولة الأموية أكبر إمبراطورية إسلامية عرفها التاريخ.

الإنجازات المعمارية

وشهد عصر الوليد بن عبدالملك أكبر الإنجازات المعمارية في تاريخ حضارة الإسلام، إذ تم تشييد الجامع الأموي بدمشق وكذلك أعيد بناء المسجد النبوي بالمدينة المنورة وعني الوليد باستقدام أمهر الصناع وأثمن المواد من أحجار وأخشاب وفسيفساء ليكون بناء المسجدين معبرًا عن الاعتزاز ببيوت الله في الأرض.

وما زالت بقايا اللوحات الفسيفسائية بالجامع الأموي والتي أنجزت في عهد الوليد تنطق بمقدار العناية التي أولاها الخليفة ببناء هذا الجامع وهي تحوي لوحات تظهر مباني دمشق وبالتحديد منطقة الغوطة التي توفي بها الخليفة ومدى جمالها المعماري.

توسعة المسجد الحرام

فى عهد الوليد بن عبد الملك تم لأول مرة نقل "أعمدة الرخام" من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد فى مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية رواقًا دائرًا على حافته، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب.

بناء المستشفيات

الوليد بن عبد الملك أيضا هو أول من أنشأ المستشفيات في الإسلام. فقد أقام مستشفى للمجذومين والعميان في دمشق (88 هـ / 707 م) على نفقة بيت المال وجعل حق العلاج فيه لكل مريض فقيرا كان أو غنيا، مسلما كان أو ذميا وقدم المعونة والمساعدة للمحتاج وأقام دور الرعاية وجعل لذلك موظفين، وشاع بناء المستشفيات في العصر الأموي حتى أصبح في الكثير من المدن الإسلامية.

الجريدة الرسمية