ذكرى ميلاد زعيم كوريا الشمالية الراحل كيم جونج إيل.. عاش في عزلة دولية أكثر من 30 سنة
يحيي المواطنين في كوريا الشمالية اليوم ذكرى ميلاد زعيمهم السابق كيم جونغ إيل، الذي ولد في 16 فبراير 1941 قرب بلدة خاباروفسك بروسيا وتوفي في 17 ديسمبر عام 2011 في العاصمة الكورية الشمالية بيونجيانج.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية، اليوم الأربعاء، أن كوريا الشمالية احتفلت بذكرى ميلاد والد زعيمها كيم جونغ أون الراحل بحفل موسيقي وألعاب نارية في مدينة مقدسة خضعت لتجديدات، لكن بدون إطلاق صواريخ أو عروض عسكرية.
لقطات من حياته
تعرض كيم جونغ ايل لانتقادات واسعة خلال فترة حكمه لوقوع "انتهاكات صارخة لحقوق الانسان إضافة إلى تهديده لأمن المنطقة بأسرها بسبب برنامج بيونجيانج النووي"، ولطالما أظهرت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية أن جونغ إيل رجل لهو ومستهتر يرتدي الأحذية الرياضية لتظهره أطول قامة، ولكن هناك الكثير من الدلائل التي أشارت إلى أن الزعيم الكوري الشمالي الراحل لم يكن غبيا مثلما كانت تزعم جارته الجنوبية على الرغم من صحة التقارير التي تحدثت عن ولعه الشديد بالطعام والشراب.
ووفقا لما ذكره المبعوث الروسي قنسطنطين بوليكوفسكي الذي كان يصاحب كيم جونغ ايل خلال رحلاته بالقطار، فإن زعيم كوريا الشمالية كان يعيش حياة ترف فقد كانت تحمل إلى قطاره يوميا جوا الكركند أو " الاستاكوزا" لتناولها إلى جانب شراب الشمبانيا.
وقيل عن إيل إنه احتسى عشرة أكواب من النبيذ خلال قمة عقدها عام 2000 مع رئيس كوريا الجنوبية آنذاك كيم داي جونغ.
فترة حكمه
حكم كيم ديكتاتورية قمعية وشمولية في كوريا الشمالية، حيث تولى كيم القيادة العليا خلال فترة من الأزمة الاقتصادية الكارثية وسط تفكك الاتحاد السوفيتي، الذي كان يعول عليه بشدة للتجارة في الغذاء والإمدادات الأخرى، ما أسفر عن حدوث مجاعة، وانتهت المجاعة في أواخر تسعينيات القرن العشرين، إلا أن قلة الغذاء كانت مشكلة قائمة طوال فترة ولايته.
شهدت فترة حكم كيم إصلاحات اقتصادية مؤقتة، بما في ذلك افتتاح منطقة كايسونغ الصناعية في عام 2003. في أبريل من عام 2009، وجرى تعديل دستور كوريا الشمالية للإشارة لكيم وخلفائه بلقب «القائد الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية».
تحسين صورته الذهنية
تحسنت صورة كيم جونغ-إيل بعض الشيء بعد اللقاء الذي جمع الكوريتين سنة 2000 ووصف الرئيس الكوري الجنوبي كيم أي- جونغ آنذاك نظيره الشمالي بالرجل الذي "يستوعب الأشياء بسهولة" وبأنه كان يدرك بأن "الإصلاحات ضرورية" ونفس الكلام قالته أيضا مادلين أولبريت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حيث وصفت الزعيم الكوري الشمالي "بالرجل العملي".
ورغم بعض التحولات الصغيرة التي عرفها النظام الكوري الشمالي منذ عام 2000 إلا أنها غير كافية لإخراجه من العزلة الدولية التي يعيش فيها منذ أكثر من 30 سنة.
وفاة كيم جونغ ايل
تأخر إعلان وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إل لمدة 51 ساعة، وفي يوم 19 ديسمبر عام 2011، أعلن التلفزيون الرسمي وفاة كيم جونغ إل عن عمر يناهز 71 عامًا، ورثى التلفزيون الكوري الشمالي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إل، وتوجه برسالة إلى الشعب الكوري الشمالي، جاء بها:
” لقد أفنى حياته من أجل القضية الثورية، وعمل بنشاط ليلًا ونهارًا لأجل تحقيق الازدهار للوطن وللاشتراكية، وهو الذي غرس السعادة والحب بين الناس، وأعاد توحيد البلاد وأعلن استقلالها من العالم، لقد رحل فجأة وشعرنا بالأسف العميق.
إن موت الزعيم المفاجئ في وقت تاريخي عظيم، عندما أراد أن يفتح مرحلة تاريخية لبناء الدولة الجديدة والثورة الكورية تحقق تقدمًا اشتراكيًا، رغم الصعوبات، كانت النتيجة أعظم خسارة لحزب العمال الكوري وشعر جميع الكوريين بالحزن في الداخل والخارج.
كيم جونغ إل، الذي ولد من رحم مقاتلو جبل بايكدو المقدس، ونشأ ليكون ثوريًا عظيمًا، قاد بحكمة وإخلاص لحزبه وجيشه وشعبه لفترات طويلة، وأداء لا يموت- مآثر الثورة الكورية".