داعية أزهري: السلفية لا تدرس العلوم الشرعية الصحيحة ومنهجها لا يعرف الاختلاف
هاجم محمد فؤاد، الداعية الأزهري، الفقه الذي تصدره التيارات السلفية، مؤكدا ان هناك فرقا شاسعا بين منهجية التفقه في الأزهر الشريف قلعة العلم وكعبة العلماء ومنهجية التفقه عند السلفية.
السلفية تتلقى علومها خارج الأزهر
وأضاف: عندما يتصدر السلفية، او الذين تلقوا علومهم خارج الأزهر، لتدريس المذهب الحنفي دون معرفة أو تشبع بالعلم الحقيقي، فينتج عن ذلك تحدث في غير علم، لهذا يأتوا بالعجاب من الفتاوى، على حد قوله.
وتابع: أتحداهم أن كانوا يعرفون شيئا عن بداية التلقي في الفقه الحنفي كاللباب وشروح القدوري والإختيار ناهيك عن المنار وشروحه أو عن أصول الشاشي أو عن كشف الأسرار للبزدوي.
وأضاف: لايعرفون أحكام القرآن للجصاص أو نخب الأفكار للعيني، أو إعلاء السنن للتهانوي، أو الهداية وشروحها وتيسير التحرير للكمال ابن الهمام، المبسوط للسرخسي وحاشية ابن عابدين.
علوم المذهب الحنفي
واستكمل: لم يدرس السلف طبقات المذهب الحنفي ورجاله والمعتمد في الفتوي وغير المعتمد أو كتب ظاهر الراوية أو النوادر، مردفا: أتحداهم أن يبينوا أصول الحنفية في منهجية الأخذ من الحديث وضوابطه عند السادة الحنفية الذي يسبون إمامه الأعظم أبوحنيفة النعمان ويتهمونه بأنه ضعيف في علم الحديث ولايعلمون أن للإمام أبي حنيفة مسند في الحديث.
واستطرد: رغم جهلهم بهذه العلوم، يحاولون استقطاب شباب الأزهر ليغرسوا فيهم منهجيتهم ويضللوا عقولهم ليكونوا قطعانا مثلهم يقولون لكبرائهم سمعنا وأطعنا، تحت مسمي الحزبية البغيضة التي فرقت الأمة إلي شيع وأحزاب.
واختتم: هؤلاء لايعلمون أن الأزهر وطلابه عصي علي الذوبان في قوالب أحزاب السلفية، والنابتة لأن الأزهر فيه فقه الاختلاف بأدب ورحمة وفيه تعددية فقهية ولا يعرف الإقصاء ونبذ الآخر ويحترم الرأي والرأي الآخر.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.