من الشيطان والبيئة.. هكذا تبرر السلفية المدخلية الصراعات الداخلية بين شبابها
تملك السلفية المدخلية رؤى خاصة بها، تنطلق دائما من تفسيرات تثير الكثير من الجدل بسبب أصوليتها الشديدة، فلا تخرج عن النصوص ومنهج وأقوال العصر الأول للإسلام في تحليلاتها للأحداث، لدرجة أنها تعتبر الخلافات بين أنصارها التي قد تندلع بين وقت ولآخر مس من الشيطان.
وينقل المداخلة عن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، مؤسس الفكرة أن الشيطان يركض بين الشباب السلفي بالخلافات التافهة حتى يبث فيهم التعصبات العمياء المشابهة لتعصبات الحزبيين تمامًا.
ويرفض ربيع المدخلي إعطاء الخلافات بين أنصاره أبعاد طبيعية إنسانية تحدث في أي تجمع بشري، ويؤكد أن الخلافات بين الشباب السلفي ورائها البيئة التي يعيشون فيها، والتي تنفث سمومها على الجميع وقد يتأثر بعش الشباب ولاسيما الذين لم يهضموا الدعوة السلفية، على حد قوله.
وينتسب التيار المدخلي للداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي، والتيار بنى أساسه المنهجي على رفض الطائفية والفرقة والتحزب، وجميعها كانت أكواد السلفية كلها، قبل ان تقرر بعض فرقها التحزب والالتحاق بالعمل العام مع اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.
ومن أدبيات المداخلة الأساسية رفض معارضة الحاكم مطلقًا، بل وعدم إبداء النصيحة له في العلن، حيث يرى المداخلة أن النصيحة في السر أولى، ويعتبرونها أصلًا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجًا على الحاكم المسلم.
ويتميز التيار المدخلي عن غيره من التيارات، في قناعاته التي ترى أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان كما ورد عن رسول الله، ومن هذا الأصل والمنطلق تشن هجومها الحاد على الجماعات الإسلامية والحزبية التي ترى جواز الخروج على الحاكم لأس سبب كان، وتعتبر ضد مفهوم الجماعة.
ويعتبر المداخلة كل خروج على الحاكم ابتداع في الدين، يجب معاداته وأهله ومحاربتهم ويؤكدون جواز قتلهم، فالهدف الرئيسي عند المداخلة يتمثل في إنهاء الفرقة وتجنب الفتنة في الأمة بالتفافها حول سلطانها مهما كان حجم الخلاف عليه.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.