الإنسانية المزيفة! (1)
الأطفال هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهم بهجة النفوس وقرَّة الأعين.. ولا عجب والحال هكذا أن يتعاطف العالم كله بما حدث للطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر عميقة، وظل عالقًا بها حتى لقي وجه ربه الكريم في مأساة توجع لها ضمير العالم وقلبه وصارت موضع اهتمامه بضعة أيام وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي حتى أضحت التريند الأول.
هذا التعاطف غير مسبوق وغير متوقع؛ ربما لكون الفقيد طفلًا عربيًا.. ومتى كان الغرب يأبه بقضايا العرب وحقوقهم ومآسيهم؛ وأين كان ضميره حين استباح حقوقهم واستنزف ولا يزال أرضهم عقودًا وعقودا دون أن يطرف له جفن.. وربما وقع مثل هذا التعاطف لكون العالم أصبح قرية كونية صغيرة بفضل تطور تقنيات وتكنولوجيا الاتصال.. لكن هذا التعاطف رغم زخمه كان للأسف تعاطفًا مؤقتًا سرعان ما انتهى أثره دون أن يكتب كلمة النهاية لمعاناة الطفولة البائسة في أماكن كثيرة من العالم.. حتى بدا مثل هذا التعاطف إنسانية مزيفة.
ونكمل غدًا..