لماذا ترفض السلفية الاحتفال بـ الثورات الوطنية؟
لا تفاصل السلفية في النقل، ترفض كل ما لم يكون موجودا أيام مجتمع الصحابة، حتى لو كان عيد ثورة كان لها تأثير عميق على الحياة الاجتماعية للبلدان المختلفة، فالسلفية المتهمة دائما بتعطيل العقل وإلغائه، ترفض أعياد الثورات مهما كانت المبررات لذلك.
أعياد المسلمين وكفى
تنقل السلفية قول ابن العثيمين الرافض لأعياد الثورات: لايعرف المسلمون أعيداد بِمُناسبات غزوات بَدْر، أو الفَتْح وغيرهم من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا، ما بالك بإقامة أعياد لانتصاراتٍ وهْميَّة على حد قوله.
يضيف ابن عثيمين: إنِّي أعجب لقوم يجعلون أعيادًا للهزائم؛ ذكرى يوم الهزيمة، أو ذكرى احتلال البلد الفلاني للبلد الفلاني، ِمَّا يدلُّ على سفَهِ عقول كثيرٍ من الناس اليوم، وبسبب البعد عن دين الإسلام الذي جعل البعض يتصرف كما يتصرف السفهاء.
تضع السلفية القول الفصل في الاحتفال بأعياد الثورات، فالاحتفال بالأساس لغير أعياد المسلمين لاتجوز حتى لو كان ولادة سيد وأشرف البشر النبي محمد، ويقول إبن عثيمين: لانشرع اعتباره مناسبة ولادتِه عيدا للمسلمين وهو أشرفُ بني آدم، فما بالك بِمَن دونه.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.