قضية شائكة على امتداد تاريخ الفكرة..الفرق بين العقيدة والمنهج عند السلفية
من الموضوعات الشائكة في الفكر السلفي، الفرق بين العقيدة والمنهج، إذ تتلقى المواقع السلفية على اختلاف توجهاتها العشرات من الأسئلة المتعلقة بكل منهما، والكتب التي توضح أساسات وحدود كل من العقيدة والمنهج من منظور سلفي.
العقيدة والمنهج عند السلفية
العقيدة لدى الفكر السلفية تعني الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك فيما يتعلق بالمطالب الإهية والنبوات وأمور المعاد وما يتبع ذلك، وهي مبنية على أركان الإيمان الستة، الإيمان بالله تعالى، والملائكة، والكتب السماوية وآخرها القرآن، والرسل وخاتمهم النبي محمد، واليوم الآخر، والقضاء والقدر.
أما المنهج فالسلفية تراه أكبر وأوسع، فهو الطريقة التي تقرر أصول الدين وفروعه، وطريقة الدعوة إلى الله، والتفقه في الدين الإسلامي، وما يتعلق بالأخلاق والسلوك وتزكية النفس، وترى السلفية أن بين المنهج والعقيدة تلازم تام، فإذ فسد الاعتقاد ينتج عنه فساد المنهج، والعكس كذلك بالنسبة للمنهج، بحسب إبن تميمية في كتابه الأشهر "العقيدة الواسطية".
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
ويؤكد المنهج السلفي دائما أنه قائم على اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وهم في كل عصر الفئة التي قال عنها رسول الله: لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.