باحث: إخوان تونس أفكارها مضطربة ولا تعرف شيئا عن الديمقراطية
قال عبد المجيد الجمل، باحث وأكاديمي تونسي، أن محاولات إخوان تونس وتيارات الإسلام السياسي لاستهداف الرئيس التونسي قيس سعيد لن تنتهي، لافتا إلى أنها عادة الإسلاميين في مواجهة أي مبادرات إصلاحية شجاعة كالتي قام بها قيس، على حد قوله.
أزمة التيارات الدينية في تونس
وأوضح الجمل أن إخوان تونس والتيارات الدينية تعيش ازمة كبرى على عدة أصعدة، والمشكلة ليست في تجميد مكاسبهم في البرلمان والحكومة وكافة مؤسسات الدولة، بل رؤيتهم لكيفية بناء دولة مدنية على أسس المساواة التي ضمنتها الدولة التونسية على مدار العقود الماضية.
وأضاف: أحزاب الإسلام السياسي لن تستطيع حسم تضارب أفكارها مع مبادئ الدولة المدنية، فلازالت تعيش حالة من التناقض بين أفكارها عن الشريعة، وشعاراتها التاريخية التي تسوقها لأنصارها عن تطبيقات الحاكمية لله، وأساسات دولة المواطنة والديمقراطية التي لاتعرف عنها شيئا.
فشل وتخبط مستمر
وتعيش إخوان تونس حالة من الفشل والتخبط منذ أشهر بعد قرارات الرئيس قيس سعيد وإعلانه سلسلة من التدابير غير المسبوقة بتعليق أعمال البرلمان وتجميد جلساته ورفع الحصانة عن نوابه وإعلان الطوارئ في البلاد ومؤخرا الإعلان حتى عقد انتخابات تشريعية نهاية العام المقبل، وتنظيم استفتاء شعبي لرسم الإصلاحات المقبلة في دستور البلاد.
وتجرعت النهضة مرارة الهزيمة مرة آخرى بالفشل المتتال في تنظيم احتجاجات تطيح بقيس سعيد أو على الأقل تجبره على إعادة النظر في قراراته، ومن واقع البيانات الرسمية للداخلية التونسية، آخر مظاهرة دعت لها الإخوان لم يتقدم لها إلا 1200 مواطن فقط.
تجاهل دعوات الحشد ضد الرئيس
وقال أمين حماد الكاتب والباحث، إن حزب النهضة دعا أعضاءه للمشاركة، ولكن لم يستجب إلا عدد قليل جدا سواء من الحزب او الشارع التونسي، مؤكدا أن قراءة هذا التراجع الجماهيري، يعني أن النهضة التي كان أو لازال البعض يعتبرها أكبر حزب سياسي في تونس، لم تعد تقوى على الحشد لتمرير أفكارها وقناعاتها كما كانت دائما.
وأوضح حماد أن الأزمة ليس في الإخوان وحدها، إذ لاتقوى أحزاب المعارضة مجتمعة على الحشد الشعبي وتهديد النظام الحالي، الذي يقف على رأسه الرئيس قيس سعيد، المدعوم جماهيريا، وهو ما يتضح من حجم التأييد لكل قرار يصدره أو صراع يدخله مع رافضي سياساته لإصلاح الدولة التونسية.