سر فشل النهضة في حشد الشارع التونسي للاصطدام بالرئيس قيس سعيد
لم تتجرع حركة النهضة ـ ذراع الإخوان في تونس ـ مرارة الهزيمة مرة واحدة فقط بإعلان الرئيس قيس سعيد سلسلة التدابير غير المسبوقة بتعليق أعمال البرلمان وتجميد جلساته ورفع الحصانة عن نوابه وإعلان الطوارئ في البلاد ومؤخرا الإعلان حتى عقد انتخابات تشريعية نهاية العام المقبل، وتنظيم استفتاء شعبي لرسم الإصلاحات المقبلة في دستور البلاد، إذ تجرعت مرارة الهزيمة مرة آخرى بالفشل المتتال في تنظيم احتجاجات تطيح بقيس سعيد أو على الأقل تجبره على إعادة النظر في قراراته.
آخر مظاهرات الإخوان
آخر مظاهرة للإخوان ومن واقع البيانات الرسمية للداخلية التونسية لم يتقدم لها إلا 1200 مواطن فقط، وسيطر التخبط وعدم التنسيق على التيارات المعارضة التي أعلنت مشاركتها في المظاهرة على اجندة أو اهداف موحدة، ويبدو أن رجل الشارع عرف جيدا أنه لا جديد، ولهذا انحاز للرئيس في صراعه ضد الإخوان وأنصارهم.
ويقول أمين حماد الكاتب والباحث، إن حزب النهضة دعا أعضاءه للمشاركة، ولكن لم يستجب إلا عدد قليل جدا سواء من الحزب او الشارع التونسي، مؤكدا أن قراءة هذا التراجع الجماهيري، يعني أن النهضة التي كان أو لازال البعض يعتبرها أكبر حزب سياسي في تونس، لم تعد تقوى على الحشد لتمرير أفكارها وقناعاتها كما كانت دائما.
وأوضح حماد أن الأزمة ليس في الإخوان وحدها، إذ لاتقوى أحزاب المعارضة مجتمعة على الحشد الشعبي وتهديد النظام الحالي، الذي يقف على رأسه الرئيس قيس سعيد، المدعوم جماهيريا، وهو ما يتضح من حجم التأييد لكل قرار يصدره أو صراع يدخله مع رافضي سياساته لإصلاح الدولة التونسية.
الإسلاميون نمر من ورق
وأشار الباحث إن العدد الضئيل لأنصار المعارضة المحتشد بالشارع، والذي يتراجع مع الوقت، لو ظل بالشارع آلف عام، لن يستطع هز النظام السياسي الحالي، موضحا أن الرسالة الحقيقية مما يحدث صادمة، فأتباع التيارات الدينية سواء في مصر أو الأردن والسودان وغيرهم على استعداد لتأييد قياداتهم وهم في السلطة، لكن الدعم يتراجع سريعا حل إسقاطهم عن السلطة، وهو ما يعني أن كل الإسلاميين نمر من ورق.
أضاف: يتوجب على الجميع مراجعة كل الفترة السابقة، فحتى الآن لاتوجد أي ثمار حقيقية لسعي الإسلاميين وخاصة الإخوان للمزاحمة ومحاولة الاستحواذ على السلطة والانفراد بها، موضحا أنه لا مكاسب من السعي لاستقطاب أعداد غفيرة من الشباب ومحاولة كسب شعبية وأرضية واسعة على أرضية اللاشئ، ودون القدرة على تحقيق وتلبية رغبات أبناء الوطن.