لماذا تضخمت نظرية المؤامرة لدى العرب في تفسير أحداث المنطقة والعالم
عاشت المنطقة العربية أحداثًا صعبة طوال السنوات الماضية، تدخلت بلدان خارجية بشكل سافر، ولا تزال في محاولة لفرض أجندات بعنيها، لكن يبقى كل ذلك جزء من المشهد، وليس كل جوانبه، فالمجتمع يحتاج إلى العمل، وكل فرد ملزَم بأداء ضريبة خاصة في التقدم بمجتمعه للأمام، ويبقى السؤال: لماذا تضخمت نظرية المؤامرة في تفسير كل شيء، المرض وضغوط الحياة وأبسط الأحداث ؟
تضخم نظرية المؤامرة في المنطقة
يقول حميد الكفائي، الكاتب والباحث: إن نظرية المؤامرة تضخمت في المنطقة بشدة، وأصبحت لا تقتصر على السياسة والاقتصاد والتسلح فحسب، بل تعدتها إلى كل شيء آخر في الحياة.
أضاف: هناك مثلًا من يعتقد بأن فيروس كورونا مؤامرة وكذبة كبرى، هدفها خداع الشعوب وتحقيق المنفعة المادية لشركات صناعة الأدوية، لافتا إلى أن هناك من يجتهد ويبحث يوميا عن كل خبر ملفق، ورأي غريب يتعلق بفيروس كورونا، بهدف إقناعنا بأن القضية كلها مؤامرة عالمية تشترك فيها كل دول العالم ضد شعوب الأرض أجمعها.
أضاف: أصبح هناك فرق متخصصة في اختلاق الأكاذيب، وأعضاؤه ينتشرون في وسائل التواصل الاجتماعي كي يخلقوا أخبارا كاذبة لإيهام الناس وتضليلهم وجعلهم ينشغلون بالسفاسف وتوافه الأمور، بدلا من الالتفات إلى القضايا المهمة كتحسين ظروف حياتهم.
أردف: يكتب هؤلاء المغرضون ما يشاؤون خلال لحظات وينشرونه في الواتساب أو الفيسبوك أو توِتر، لينتشر بين البسطاء الذين يتلقونه ويوزعونه وكأن ما فيه حقائق لا يرقى إليها الشك.
تداول الشائعات والتحليلات الهامشية
أوضح الباحث أن دول المنطقة مبتلاة بالخزعبلات التي تغيب فيها الحقائق وينشغل الناس بتداول الشائعات والتحليلات السطحية والهامشية، بينما تتراجع مستويات المعرفة والثقافة والتعليم والمعيشة، وكأننا نعيش في القرن التاسع عشر أو قبله، وليس في عصر العلوم والشفافية والاتصالات والفضائيات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والسريعة.
أردف: الدول التي حباها الله بأنظمة سياسية مستقرة، وأحزاب وجماعات سياسية مخلصة ومتمرسة، فإنها تبني وتؤسس لمجتمعات سليمة ومنتجة، والناس فيها ينصرفون إلى ما يجيدون من الأعمال والنشاطات، ولا يتحدثون بما يجهلون، ولا يصدقون بكل ما يسمعون، بل يستقون المعلومات من مصادرها الصحيحة، وينصتون إلى أصحاب المعرفة والمتخصصين والمثقفين الموثوقين.
اختتم: يجب أن ينشغل الناس في مجتمعاتنا بكيفية تطوير حياتهم وتعليم أبنائهم ومتابعة شؤونهم الخاصة، ومعرفة ما يجب عليهم أن يفعلوه كي يجعلوا حياتهم أفضل، حتى لا يجدون أنفسهم منشغلين بأمور تافهة وأكاذيب ومعلومات ملفقة، على حد قوله.