داعية ينفي علاقة الصوفية بالعلمانية: "بينهما ما صنع الحداد"
نفى الشيخ سعيد السلمو، الداعية الصوفي، وجود أي علاقة تجمع الصوفية بالعلمانية، مؤكدا أن هناك فوارق ضخمة تجمع بين المنهجين ولاعلاقة لكل منهما بالآخر كما تروج التيارات السلفية والمعاديين للصوفية، مردفا: بين الفكرتين ما صنع الحداد.
الصوفية والعلمانية لايجتمعان
وأوضح السلمو أن الصوفية والعلمانية نقيضان لا يجتمعان بمفهومهما السائد، فالتصوف تغذية للروح والسلوك، والعلمانية معادية لهذا المنهج، وتقود للجفاف الديني والروحي بسبب اعتمادها على العلم التجريبي، على حد زعمه.
واختتم: لايجد السلفية في الصوفية ما يمكنهم ضربها من خلالها، لهذا يحاولون جمعها بالعلمانية في إطار واحد، والواقع نفسه خير دليل على زيف هذه المزاعم وعدم معقوليتها، على حد قوله.
عن الطرق الصوفية
والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية.
وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي مع قدوم القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.
ويزخر التاريخ الإسلامي بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل الجنيد البغدادي، وأحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، أحمد البدوي، وإبراهيم الدسوقي وأبو الحسن الشاذلي، وأبو مدين الغوث، ومحي الدين بن عربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، والنووي، والغزالي، والعز بن عبد السلام، وانتسب من القادة التاريخيين للصوفية كل من صلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، والأمير عبد القادر، وعمر المختار.
ويقول الإمام الصوفي أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة، فالشريعة تكليف الظواهر والطريقة تصفية الضمائر والحقيقة شهود الحق في تجليات المظاهر.
ويضيف: الشريعة أن تعبد الله، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده، وقال أيضًا: الصوفية هي تصفية البواطن بالرياضة والجهاد بقصد التزيد في الإيمان، والإحسان كما تضمنه حديث جبريل هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.