باحث: البعض يحاول طمس دور الأزهر التنويري في مواجهة التكفير والعنف
انتقد مجدي الشيخ، الكاتب والباحث، محاولات طمس دور الأزهر التنويري والإصلاحي في المجتمعات الإسلامية والعربية وليس المصري فقط، موضحا أن المؤسسة العريقة تخطو بعيدا عن السلفية وباقي التيارات المتطرفة، التي تحاول تسويق ثقافة العنف والتكفير ورفض الآخر.
الأزهر يعبر عن الإسلام الوسطي
وأضاف: الأزهر وعلمائه كانوا وما زالوا يمثلون الدين الوسطي، وفتاوي مشايخهم تتغير مع مقتضيات العصر بما لا يخالف مبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية.
واختتم حديثه قائلا: تحدث دائما شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأن الإسلام يرفض العنف بكل صوره وأشكاله، كما زار بابا الفتيكان ووقع معه وثيقة التسامح، وزار الكاتدرائية لتهنئة الأقباط والبابا تواضروس بالعيد، والكثير والكثير، لكن ما زال بعضنا ينكر ها على الأزهر، ولايصدر للمجتمع إلا فتاوي متحجرة، أثارتها بعض فرق السلفية، التي تحاول ترجيح ثقافة لاتناسب العصر، على حد قوله.
بيان البحوث الفقهية عن ضرب الزوجات
كانت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أصدرت بيانا بعدما تداولت وسائل الإعلام تصريحات منسوبة إلى شيخ الأزهر تتعلق بموضوع ضرب الزوجات، وموقف الإسلام منه.
وأكدت اللجنة خلال جلستها التاسعة في دورتها الثامنة والخمسين، على أنه "من المعلوم شرعا أن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، وتوجب على الزوج أن يعاشـر زوجته بالمعروف، وأن يبالغ في إكرامها وحسـن عشرتها، ولهذا كان ضرب الزوجات محظورا بحسب الأصل، ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة إنقاذ الأسرة من الضياع بسبب نشوز الزوجة واحتقارها لزوجها بالتعالي عليه والتجاوز في حقه لتكون إباحته في تلك الحالة من باب اختيار أهون الشرين وأقل الضررين".
وتابعت اللجنة: "إذا كان القرآن الكريم أشار إلى ذلك، وبيّن حدود الإباحة في هذا التصرف، فإن السنة النبوية ضبطته بما يحقق حفظ الأسرة من الضياع وبما لا يمس كرامة الزوجة أو يترك في نفسها أثرا منه أو الخروج على حدود العشرة التي أمر بها الشرع وأقرها القانون".
كما أوضحت اللجنة أنه إذا كان بعض الناس قد أساءوا استعمال المباح في هذا الموطن وغيره واستعملوه في حالة النشوز وغير النشوز، دون استيفاء لشروطه أو تحسب لما يترتب عليه من آثار، فيكون من حق ولي الأمر تقييد استعمال هذا المباح، ومن الممكن أن تطرح قضية الضرب عموما كقضية اجتماعية عامة، وليس للزوجة الناشز فقط، ولكن بشكل مطلق، لأن الضرب إهانة تسبب للإنسان عُقدًا نفسية قد لا تفارقه حتى يدخل قبره".
وأشارت اللجنة إلى أنه "لا مانع من أن نناقش قضية الضرب عموما بما يمنع هذا التصرف الشائن"، وكما قال شيخ الأزهر أحمد الطيب عندما أعلن ذلك منذ سنوات في برنامجه على القناة المصرية، وعلى مدار حلقات قال فيها بالحرف الواحد: "أتمنى أن أعيش لأرى ضرب الإنسان جريمة يعاقب عليها الضارب معاقبة المجرم".