كيف يسعى الإخوان لطمس الهوية العربية لشعوب المنطقة؟
ليس حقيقيا أن الإخوان تدافع عن العربية ثقافة وهوية كما تدعي دائما، إذ تسعى للوصول إلى أهدافها العالمية التي تنتهي بإعلان الخلافة، ولن يكون ذلك بإنصاف العربية بل وضع مقادير البلدان كلها في يد ثقافة آخرى غير عروبية، طالما تتفق مع أهدافهم.
واللغة الغربية لم تكن أبدا لغة رسمية لبعض البلدان الإسلامية التي ترعى الإخوان عالميا، وعندما نجحت من قبل في اقتناص السلطة خلال القرون الماضية، أحكمت سيطرتها على البلدان العربية، وسلمت ثرواتها ومنافعها لطبقة حاكمة تابعة لها ولم تكن تشرك العرب إلا في أقل القليل، وهو ماتحكيه كل كتب التاريخ.
الإخوان سبب خراب المنطقة
مقبل المقرانة، الكاتب والباحث السياسي اليمني، يرى إن جماعة الإخوان والتيارات الدينية الموالية لها في المنطقة، لاتعمل على نصر الهوية والثقافة العربية، بل هي السبب الأساسي في خراب العديد من البلدان العربية، التي أشعلت الثورات خلال العقد الماضي من أجل الحصول على الكرامة والعدالة.
يضيف: الإخوان والتيارات الدينية اغتالوا حقوق الشعوب في الحرية وحاولوا الاستئثار لأنفسهم وداعميهم في الخارج بكل شيء، مردفا: عملت المليشيات الدينية على قتل الشعوب وطمس هويتهم واستبدالها بهوية آخرى على مقاس دول إقليمية كانت تحلم باستعادة تاريخها في السيطرة والهيمنة.
وأوضح الباحث أن جماعة الاخوان تعمل بجد على تدمير العقل العربي وطمس هويته العروبية، واستبدالها بمشروع آخر يجعل منه إنسان مناقض لهويته، ومنسلخ من محيطه العربي، واختتم: علينا دائما محاربة هذه المخططات والعودة الى جذورنا، وربط أنفسنا بكل ما هو وطني، ونبذ كل الثقافات المستورده التى تفصلنا عن ذاتنا وهويتنا، على حد قوله.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأشهر الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين