قرية القرآن الكريم بالمنوفية.. 12 ألف شخص يحفظون كتاب الله بمسقط رأس السادات | فيديو وصور
قرية نالت شهرتها من اسم الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، حيث كانت مسقط رأسه، لكن يبدوا أنها وجدت طريقًا أخر غير السياسة لتشتهر به، إنه القرآن الكريم.
هنا قرية ميت أبو الكوم التابعة لمحافظة المنوفية، ربما لا يخلو أحد شوارع القرية من كُتاب لتحفيظ القرآن الكريم، حيث يوجد بها أكثر من 50 كتابًا جميعها بالمجان، ليصبح غالبية سكانها حفظة للقران، ويطلق عليها قرية القرآن الكريم.
الشيخ عامر عيد
الشيخ عيد عامر حمل على عاتقه تحفيظ أطفال القرية القرآن الكريم منذ ثلاثة عقود من الزمن وتحديدًا منذ عام 1992 وحتى اليوم، حتى بلغ عدد من حفظوا كتاب الله على يديه حوالى اثنى عشر ألف شخص.
بدأ الشيخ مشوار تحفيظ القران عقب أدائه لمناسك الحج في تسعينات القرن الماضى حيث ناجى ربه هناك أن يتم عليه حفظ كتابه ليقوم هو بعد ذلك بتحفيظه لأطفال قريته وبعض القرى المجاورة.
عقب صلاة الفجر مباشرة يستقل الرجل الستينى دراجته متوجهًا لدار مناسبات القرية ليبدأ عمله فى تحفيظ الأطفال القرآن بالمجان، ويستمر دون كلل أو ملل حتى صلاة الظهر ثم يعود لمنزله ليسترح قليلًا.
دار المناسبات
فى الجانب الأخر وأمام الشيخ عيد فى ذات دار المناسبات الموجودة فى القرية يمكث رفيقه الشيخ شعبان السيسي الذي رافقه طيلة الرحلة وشاركه تحفيظ أطفال القرية للقرآن وتخرج على يديه الآلاف من الحفظة.
8 أشهر هو أقصر مدة تمكن خلالها الشيخ شعبان من تحفيظ طفل للقرآن حيث كان يحفظه يوميًا ربع من القران حتى يوم الجمعة ليتم الحفظ كاملًا خلال 240 يوما، بينما أصغر طالبة أتمت الحفظ كانت فى الصف الثالث الإبتدائى وأصبحت الآن أحد أطباء القرية.
انسى آلام مرضى هنا.. هكذا يؤكد الشيخ شعبان الذى يعانى من بعض الأمراض حيث تنتابه الآلام عند عودته لمنزله بينما بمجرد تواجده وسط أطفال القرية لاستكمال رسالته وتحفيظهم القرآن تتلاشى جميع آلامه.
تخرج على يدى الشيخان الآلاف من الطلبة الذين أصبحوا فيما بعد أطباء ومهندسين وضباط بينما قرر أخرون أن يكملوا المسيرة اقتداءً بهما ليقرروا فتح كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم حتى بلغت عدد الكتاتيب بالقرية 50 كتابًا.
100 طالب سنويًا من قرية ميت ابو الكوم بمحافظة المنوفية، يخوضون مسابقات الأزهر الشريف الخاصة بالقرآن الكريم ويتم تكريمهم.
ووجه الشيخان رسالة للأطفال بكل مكان بأن يحرصوا على حفظ القران وقراءته كثيرا فهو تهذيب للأخلاق والروح وقالا: حافظوا على أن يكون القرآن جزءا من يومكم لتتزودوا فإن خير الزاد التقوى.