علي جمعة: أسماء الله الحسنى ليست 99
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن أسماء الله تعالى لا يمكن أن يحصيها العد، لأنه لا يمكن لأحد من الخلق أن يحيط بكنهه تعالى، موضحًا أنه لا يفهم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث المتفق عليه "تسعة وتسعين اسما"، مائة إلا واحد، أن الأسماء محصورة في العدد المذكور فقط، مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، والمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء.
اسم الله الأعظم
وقال جمعة إن أسماء الله سبحانه وتعالى منها ما هو أسماء جمال، ومنها أسماء جلال، ومنها أسماء كمال، مشيرًا إلى أن أسماء الله الحسنى كثيرة، ولفظ الجلالة الذي هو "الله" هو الاسم الأعظم وهو أعلى مرتبة من سائر الأسماء.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أرشدنا الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180]، وقال: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110]، وقال: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه:8]، وقال: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الحشر:24]، والحسنى مؤنث الأحسن أي لله تعالى أحسن الأسماء وأجلها وأعظمها وأشرفها لاشتمالها على معاني التقديس والتعظيم والتمجيد، وهي أحسن المعاني وأشرفها، وعلى صفات الجلال والكمال لله رب العالمين"
أسماء الله الحسنى
وقال "وأسماء الله الحسنى كثيرة، ولفظ الجلالة الذي هو "الله" هو الاسم الأعظم وهو أعلى مرتبة من سائر الأسماء; قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت:45]، ومن هذه الأسماء تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة لقوله ﷺ: «إن لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة» [البخاري]، وقيل: من أحسن مراعاتها والمحافظة على ما تقتضيه وصدق بمعانيها وعمل بمقتضاها، وقيل: من أخطر بباله عند ذكرها بلسانه معانيها وتفكر في مدلولاتها متدبرا ذاكرا راغبا راهبا معظما لها ولمسمياتها مقدسا للذات العلية مستحضرا بباله عند ذكر كل اسم المعنى الدال عليه".
وتابع جمعة: "ولا يفهم من قوله ﷺ في الحديث المتفق عليه: تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحد: أن الأسماء محصورة في العدد المذكور فقط; لأن أسماء الله تعالى لا يمكن أن يحصيها العد; لأنه لا يمكن لأحد من الخلق أن يحيط بكنهه تعالى، فقد قال سبحانه في وصف كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) [لقمان:27].
أسماء الله لا تعد
وأضاف "وقد نقل اتفاق العلماء على ذلك الإمام النووي فقال: واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى; فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد: الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء، [شرح صحيح مسلم].
واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "وأسماء الله سبحانه وتعالى منها ما هو أسماء جمال، ومنها أسماء جلال، ومنها أسماء كمال؛ فأسماء الكمال كالأول والآخر والمحيي والمميت والضار والنافع، وأسماء الجمال مثل: الرحمن والرحيم والعفو والغفور، وأسماء الجلال كالمنتقم والجبار والمتكبر".