رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب إصرار "السلف" على ممارسة السياسة ومزاحمة التيارات المدنية في العمل العام

بعض أنصار السلفية
بعض أنصار السلفية

ترفض  التيارات السلفية ترك العمل العام وإخلاء الساحة للتيارات المدنية التي لا تعترف بها بالأساس، ويعمم السلف لدى أنصارهم صورة ذهنية تؤكد أن الأفكار المدنية تروجها تيارات دخيلة على الأمة والدين، تسوق قناعات ليست من الإسلام في شيء، وتركها في الساحة وحدها عند السلف حرام شرعًا.

الانعزال أو ترك الساحة غير مقبول

الداعية السلفي عايد الشمري، يرى أن السلف أحق بالعمل العام، فالتيارات المدنية أو حتى الدينية التي تدعو للابتعاد عن الفتن والانشغال بالنفس والانعزال بعيدًا عن الصراعات المختلفة، لاتمثل الدين الإسلامي في شيء، زاعما أن ترك الساحة لكل فكر على توافق مع الغرب أمر لايجوز. 

أضاف: لا يعقل مع النشاط المكثف للدعوات الإلحادية والليبرالية والعلمانية والفلسفة والنسوية وخلفهم الغرب ترك الساحة لهم، مردفا: بجانب كل هؤلاء هناك أيضا دعوات متزايدة للتصوف والتشيع والاعتزال والأشعرية والإخوانية ولا يجب على السلف ترك الساحة فارغة لهم جميعا.

اختتم: كل هؤلاء مهمتهم معا إزكاء النميمة والغيبة بين أهل التوحيد والدعوة السلفية، وعلى السلف غلق كل السبل أمامهم، على حد زعمه. 

الجميع على خطأ إلا السلف

ينقل دعاة السلف عن كبار مشايخ السلفية هذا الرفض المطلق لكل فكر لا يعتمد على الأسس التي يتبناها الفكر السلفي، وهناك فتاوى شائعة لإعلام السلفية على شاكلة الداعية السعودي صالح الفوزان، الذي يرى أن المسلم مأمور ومنقاد  بالتوحيد والطاعة فقط. 

يرى الفوزان أن الحرية التي تروجها التيارات المدنية لا ضابط لها، ويعتبر دعوتهم لوضع قوانين وضعية تمرد على شرع الله، يعيد البلاد إلى حكم الجاهلية، فالسلفية لا تعترف بمسلم ينكر ما علم من الدين بالضرورة، ومن ثم فالحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وتنكر الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله، ترتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام. 

عن صالح الفوزان والسلفية

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، ولد عام 1354هـ من عشيرة آل شماس بقبيلة الدواسر بلدة الشماسية بالقصيم بالقرب من مدينة بريدة، توفي والده وهو صغير، وتربى بين أحضان أسرته، وتعلم على أيديهم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد الشيخ حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء في بلدة ضرية بالقصيم.

التحق الفوزان بمدرسة الحكومة بعد افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج فيه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ودرجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا.

والفوزان أحد أحد أعلام الفقه السلفي، وحصل على عضوية في هيئة كبار العلماء، وعضوية في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضوية أيضا في لجنة الإشراف على الدعاة بالحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

يرى صالح الفوزان أن السلفية هي الفرقة الناجية المتميزة عن غيرها بين المسلمين باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، لكن منهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبحسب الفوزان، لا يكون المسلم سلفيًا إلا إذا اتبع منهج السلف في الاعتقاد والقول والعمل والتعامل حتى يكون سلفيا حقا.

الجريدة الرسمية