لماذا يرفض أتباع السلفية اتهامهم بالعنف والتشدد؟
لا توجد فكرة جرى الاختلاف عليها اكثر من السلفية إليها تنتسب كل الأفكار المتشددة، ومنها خرج بالفعل قتلة سافكي دماء، لكن في الوقت نفسه يرفض السلف اتهامهم بالعنف ويؤكدون أن السلفية أبعد ما يكون عن الإساءة لأحد ما بالنا بسفك الدماء والعنف.
منهج السلف الحقيقي
ينقل السلف قول القطب السلفي صالح الفوزان قوله: «ليس كل من ادعى السلفية يكون سلفيا، فقد ادعاها قوم جُهَّال لا يعرفون منهج السلف، وادعاها قومٌ مُخرِّبون ينتحلون منهج الخوارج في سفك الدماء والإفساد في الأرض.
يضيف: ادعاها أيضا قوم متعالمون، لم يأخذوا العلم عن العلماء، وإنما أخذوه من الكتب والمطالعات والاعتماد على حفظ النصوص مجردا عن الفهم، والله سبحانه يقول: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، أي بإتقان ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل بمنهجهم.
عن صالح الفوزان والسلفية
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، ولد عام 1354هـ من الوداعين من عشيرة آل شماس قبيلة الدواسر بلدة الشماسية بالقصيم بمنطقة القصيم. بالقرب من مدينة بريدة، ولقد توفي والده وهو صغير، فتربى في أسرته، وتعلم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد الشيخ حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم.
التحق بمدرسة الحكومة حين افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج فيه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا.
والفوزاان فقيه وأستاذ جامعي سعودي، عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضو أيضا في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.
وهو أيضا إمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في العاصمة السعودية الرياض، ويشارك في برنامج نور على الدرب في الإذاعة، وله مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى.
يرى الفوزان أن السلفية هي الفرقة الناجية المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، لكن منهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبحسب الفوزان، لايكون المسلم سلفيًا إلا إذا اتبع منهج السلف في الاعتقاد والقول والعمل والتعامل حتى يكون سلفيا حقا.