باحث: أفكار البديل الإسلامي في السياسة والثقافة من اختراع الإخوان
قال عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث، أن الإخوان وخلال فترة ما سُمي بالصحوة الإسلامية، التي بدأت منذ سبعينات القرن الماضي وحتى ثورة يناير، كان من بين سياساتها فكرة إيجاد "البديل الإسلامي" في كل شيء، والعمل على "أسلمة المجتمع"، في السياسة والاجتماع والثقافة والفن والرياضة، مضيفا: أصبحنا نسمع عن الأدب الإسلامي والاقتصاد والحزب والنشيد الإسلامي وكل شيء.
إعادة المجتمع إلى الدين
أضاف: تنطلق الجماعة في هذه الرؤية من رفض للواقع الذي تعيشه وتراه بعيدًا عن الإسلام بدرجة كبيرة، ومن ثم ترى نفسها بأنها هي الموكلة بعبء إعادة المجتمع إلى الدين، وكان هذا الأمر من بين الأسباب التي أدت إلى الشعور بالتميز بمعناه الإيجابي من جانب الجماعة، والذي جعلها تشعر بالغرور تجاه المجتمع، وتعتبر نفسها البديل الأفضل لكل ما فيه.
أضاف: جعلتها هذه الأفكار تلجأ إلى العزلة والابتعاد الشعوري عن المجتمع، كما أدى ذلك الأمر أيضًا إلى الشعور بالتميز بمعناه السلبي من المجتمع تجاه الجماعة، وبدأ يشعر باختلاف أفرادها واغترابهم عنه.
استكمل: من بين تطبيقات فكرة "البديل" تلك مسألة تسمية الأبناء بأسماء بعض الصحابة والتي منها أسماء صارت غريبة جدًا على المجتمع وغير مفهومة أو مستساغة، مردفا: بالأمس كتب أحد المحامين منشورًا عن مشكلة تواجه إحدى زوجات الإخوان المحبوسين والتي ترغب في تغيير اسم ابنها الذي سماه والده بالقعقاع نسبة إلى أحد الصحابة.
تابع: بسبب أن الاسم يتنمر بعض الأطفال على الولد، مما سبب له أزمة نفسية، ودخل البعض الآخر معلقًا بأن تلك المشكلة تواجه بعض أبناء الإسلاميين الآخرين ممن يسمون أبنائهم على نفس المنوال.
مظاهر جمود الإخوان
استكمل الباحث: الحقيقة أن ذلك الأمر يثير عدد من التساؤلات؛ وإن كان يعكس ذلك انتماءً وتأكيدًا للهوية أم أنه يعكس مظهرًا من مظاهر الجمود التي تصيب العقل المنتمي للجماعة، وهل يعكس ذلك حبًا للدين وتمسكًا به أم يعكس مظهرًا من مظاهر التدين الشكلي الذي لا يدل بالضرورة على شيء.
أضاف: وهل أصلًا هناك أسماء إسلامية وغير إسلامية أم أن الاسم هو ابن بيئته ومجتمعه في زمن ما، فهل كان الصحابي عندما يدخل الإسلام يقوم بتغيير اسمه ويسمي نفسه باسم إسلامي مثلًا، وهل كانت أسماؤهم تخصهم كمسلمين أم أنها كانت متداولة في زمنها معبرة عن مجتمعها وثقافته.
اختتم: هذا الأمر رغم ما قد يبدو من بساطته الظاهرية إلا أنه كاشف عن العديد من مظاهر الخلل في عقلية تلك الجماعة من حيث الأفكار ونمط التفكير الحاكم لها، والتي لا تتوقف عند ذلك الحد فقط، ولكنها تنتج عددًا من المشكلات الأخرى الخاصة بممارساتها وأفكارها ومشروعها.