1250 جنيها دفعتها بريطانيا تعويضا عن مقتل أحمد حسنين باشا
في مثل هذا اليوم 9 فبراير 1946 صدرت الصحف المصرية الأهرام والمصري تحمل مانشتاتها خبر مصرع أقوى رجل وأهم مسئول يملك اللعبة السياسية في مصر هو أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي للملك السابق فاروق.
وكتبت جريدة المصري لصاحبها محمود أبو الفتح: مصرع حسنين باشا في حادث مروع أثناء خروجه من قصر عابدين قاصدا منزله بحي الدقي بعد أن اجتاز ميدان الفلكي وميدان الخديوي إسماعيل، ووفقا لما قاله سائق سيارة القتيل الذي نجا من حادث اصطدام السيارة أن التصادم بسيارته جاء من الخلف ولما كان حسنين باشا جالسا في الكرسي الخلفي أصيب بنزيف شديد من اثر ارتطام السيارة من الخلف بواسطة سيارة لوري يقودها سائقا إنجليزيا وتم نقل أحمد حسنين باشا إلى مستشفى الأنجلو إلا أنه كان قد فارق الحياة.
بادر الملك فور علمه بالحادث بالإسراع إلى منزل حسنين باشا لإلقاء نظرة الوداع عليه مقررا منح وشاح محمد علي الأكبر وهو أكبر وسام في مصر الملكية على اسم صاحب المقام الرفيع أحمد حسنين باشا رئيس ديوان جلالة الملك.
كما وصفت المصري جنازة الفقيد قالت: خرج أربعون موتوسكلا لحراسة جثمان الفقيد الذي وضع على عربة مدفع بمرافقة اثنين مندوبين عن جلالة الملك وكبير الياوران وأمر أن تشترك في الجنازة جميع قوات الحرس الملكي مع وضع نياشين الفقيد وأوسمته على أربع وسائد يحملها مندوبون من الجيش والتشريفات الخاصة على أن يوضع السيف والقلادة فوق النعش.
تعويض إنجليزي
وطالبت الحكومة المصرية الحكومة الإنجليزية صاحبة السيارة القاتلة بتعويض عن حادث مصرع أحمد حسنين فأرسلت القيادة البريطانية بعد سنتين من الحادث شيكا بمبلغ 1250 جنيها إلى القصر الملكى اعترافا بمسئوليتها عن حادث مصرع رئيس الديوان.
صداقة الملك
حصل أحمد حسنين على المزيد من السلطة والألقاب وارتبط بصداقة قوية مع الملك فاروق ومن قبله الملك فؤاد، ورويت له غراميات مع أسمهان وكان العقل المفكر للملك فاروق، وحامت شبهات قتله في حادث مروري على كوبري قصر النيل حول الملك فاروق لزواج حسنين من والدته الملكة نازلي بعد قصة حب وغرام كبيرة استاء منها وغضب فاروق وكانت سببا في قطيعته لأمه.
أحمد حسنين من مواليد حي بولاق عام 1889 ووالده عالم أزهري وجده أمير التجار وأحد المقربين من الاسرة المالكة، وعن طريق الملك فؤاد سافر أحمد حسنين إلى أوكسفورد لدراسة الحقوق ولما عاد عمل مفتشا بالداخلية وانتدبه الملك فؤاد لملازمة ابنه فاروق إلى لندن عام 1935 فأصبح رائدا لفاروق ومعلمه الأول الذي كان يطيعه طاعة عمياء حتى أنه أصبح رئيس ديوانه فيما بعد لمدة 15 عاما،
زواج الملكة نازلى
تزوج أحمد حسنين من لطيفة هانم ابنة الأميرة شويكار طليقة الملك فؤاد وأنجب ولدين هشام وطارق، ثم تزوج الملكة نازلي، ووصفته الملكة فريدة بأنه صاحب مدرسة الغاية تبرر الوسيلة،
كان مغامرا ويحب الصيد في الصحراء، وتمكن من اكتشاف واحة العوينات وواحة الكفرة فمنحته الجمعية الجغرافية العالمية لقب "رحالة عظيم" ونظم أحمد شوقي قصيدة وصفه فيها بالمغامر والرحالة الجريء والطيار الجريء، كما كان بطلا دوليا فى رياضة الشيش.وترأس الفريق المصرى فى الألعاب الأوليمبية ورئاسة النادى الأهلي.
وصية رئيس الديوان
قبل وفاته بأسبوع واحد ترك وصيته بخط يده للكاتب الصحفي مصطفى أمين يقول فيها: إذا استطعت أن تحتفظ برأسك فى الوقت الذى يفقد فيه من هم حولك رءوسهم وينحون عليك باللائمة، إذا استطعت أن تنظر ولا تمل الانتظار ولم تقابل أكاذيب الناس بالأكاذيب، وإذا كرهك الناس فلا تكرههم، وإذا استقبلت النصر كما تستقبل الهزيمة سواء بسواء، وإذا استطعت أن تجعل من كل انتصاراتك نصرا واحدا ثم تغامر به وتفقده ثم تعود فتبدأ من جديد بغير أن تتحسر على ما فقدت، وإذا استطعت أن تتحدث إلى الشعب بغير أن تفقد فضائلك، وأن تصاحب الملوك من غير أن تفقد اتصالك بالشعب.. إذا استطعت أن تفعل ذلك كله ملكت الأرض وما عليها وأصبحت رجلا.