أسطوري بمعنى الكلمة وهذا ما فعله هتلر.. مشاهد لا تنسى بحفل زواج الملك فاروق وفريدة
حفل زفاف ملكي أسطورى كبير عُقد بقصر القبة، واستمر الاحتفال به ثلاثة أيام، وكان عيدًا لكل المصريين؛ حيث أُضيئت الشوارع والمساجد، وزُينت الميادين بباقات الورود، وعُزفت الموسيقى في الإذاعة في مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 1938؛ حيث أقيم حفل زفاف الملك فاروق الأول من صافيناز ذو الفقار الفتاة المصرية التي أصبحت فيما بعد الملكة فريدة.
وتنتمي الملكة فريدة - وهى من مواليد 1921 بالإسكندرية - لعائلة ذو الفقار المصرية العريقة، وكانت فريدة قد شاركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا في 1937؛ حيث كانت زينب هانم والدة فريدة هى وصيفة الملكة نازلي أم الملك، وخلال تلك الرحلة تعرَّفت على الملك فاروق، وتم إعلان الخطبة رسميًّا بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف 1937.
زفة تحية كاريوكا للعروسين
حضر حفل زفاف الملك فاروق أفراد العائلة المالكة والأمراء وملوك أوروبا وكبار رجال الدولة، وأهدَى الزعيم الألمانى هتلر سيارة فريدة إلى فاروق، وأحيت الحفل المطربة أم كلثوم التي قدَّمت وصلة غنائية أربع ساعات، ثم رقصت تحية كاريوكا على الأنغام المصرية.
ارتدت العروس فستانًا من الدانتيل الأبيض الفرنسي المنسوج بخيوط الفضة المرصَّع بالأحجار الكريمة المصنوع في أرقى محلات الموضة بباريس "محلات ورث"، وكان ذيل الفستان طوله 15 مترًا من التل الخفيف، أما كعكة عقد القران فكان طولها خمسة أمتار، وقدَّم فاروق للعروس هدية الزواج عُقدًا ثمينًا من الماس النادر، وقدَّمت الملكة نازلي والدة الملك فاروق للعروس تاجًا مرصَّعًا بالجواهر وسطه زمردة نادرة تعلوه ماسة ثمينة برسمة القلب.
طوابع وعملات تذكارية
وقَّع عقد الزواج الشيخ مصطفى المراغي، شيخ الأزهر، الذي افتتح الحفل بقوله (أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحف هذا القران السعيد بالبركات، وأن يديم لحضرتيّ صاحبيّ الجلالة نعمة السعادة ودوام الهناء)، كما شهد علي ماهر باشا على الزواج، وصدرت طوابع بريد وعملات تذكارية بهذه المناسبة تحمل صورة العروسين وتم الزواج، وكان فاروق يَبلغ من العمر 18 سنة والعروس 16 عامًا.
وكتبت الصحف في اليوم التالى في مانشيتاتها: "أشرقت الشمس بنورها وازدهر الكون بفرح وليِّه، وكان سرور الأمة البالغ بزواج الفاروق مظهرًا من مظاهرِ الولاء لذاته والتيمن بشخصه والدعاء له بالنصر والتأييد".
وكان الزواج يبدو أنه سعيد، لكن كانت الملكة نازلي تُعرف بسيطرتها على ابنها الملك وعلى القصر ومن فيه، فثارت المشاكل بين الحماة وزوجة الابن، وشهدت حياتهما الزوجية الكثير من التوترات بسبب الغيرة والهجر وبسبب علاقات الملك النسائية خاصة بعد أن أنجبت ثلاث بنات هن الأميرات "فريال وفوزية وفادية"، ونتيجة تجاهل الملك لها وحرب الملكة نازلي معها طلبت فريدة الطلاق.
وافق فاروق على الطلاق؛ لرغبته في إنجاب ولي العهد وفَرض شروطًا للطلاق، منها: إعادة الهدايا التي كان أهداها إليها وإعادة التاج الذي أهدته لها الملكة نازلي، وحين طلب فاروق من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي أن يكتب في وثيقة الطلاق شرطًا وهو عدم إمكانية زواجها مرة أخرى من أي شخص غيره ـ أسوة بزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ـ رفض الشيخ؛ لمخالفته الشريعة الإسلامية، وتم الطلاق عام 1948، بعد 10 سنوات من الزواج وبعد أن تنازلت الملكة عن حضانة بناتها.