عمر الجيزاوي.. المونولوجست الذي أغضب الملكة نازلي ووصف جلوسه مع أنيس منصور بـ"قلة أدب"
في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1983 تُوفي المطرب الشعبى عمر الجيزاوى، والجيزاوي من مواليد 1917 اكتشفه الفنان علي الكسار على إحدى المقاهي وهو يغني مونولوجات فألحقه بفرقته ليستمر بعدها فى الغناء فى الحفلات والتياترات.
اتخذ عمر الجيزاوى طريق نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر عن طريق تقديم المونولوجات الساخرة، وحدث أن سخر في أحد مونولوجاته من الملك فاروق والملكة نازلي، فغضب القصر عليه، وتمت ملاحقته حتى اتهم من البوليىس السياسي بانتمائه إلى الشيوعية وتوقف عن الغناء، بعد أن سدت أمامه كل أبواب المسارح والصالات.
وتوسط لدى الملك رئيس الديوان أحمد حسنين لكى يغنى ثانية لكن بشرط أن يقدم مونولوجا جديدا فيه مديح للملك فاروق، ورفض الجيزاوى ذلك، وانعزل عن المجتمع وأغلق بابه على نفسه حتى إنه أُصيب بالاكتئاب.
من بعد طاقية وجلابية
بعد قيام ثورة يوليو عاد إلى الغناء لكن من خلال الأفلام السينمائية وبعض الحفلات فقدم شخصية الصعيدى الساذج، وأطلق على نفسه "شارلي شابلن العرب"، وقدَّم أثناء العدوان الثلاثي أغنية (يالي من البحيرة ويلي من آخر الصعيد)، ثم قدَّم مونولوج (من بعد طاقية وجلابية)، (إسماعيل يا ولد الزين) و(اتفضل قهوة).
خضرة والسندباد
من الأفلام التي قدمها "خضرة والسندباد، لسانك حصانك، المقدر والمكتوب، فالح ومحتاس، بنت الجيران"، وغنى يقول: "يا قطن سبحان من صوَّر.. أبيض وناعم ومنور.. زرع إيدينا يا قطن مصر.. يا نور عينينا يا قطن مصر" التى غناها فى فيلم "خضرة والسندباد القبلي".
شاءت المصادفة أن يتواجد الفنان عمر الجيزاوى جنبًا إلى جنب بجوار الكاتب أنيس منصور يوم أن تسلم كل منهما شهادة الزمالة الفنية من أكاديمية الفنون في عام 1978 فكتب أنيس منصور يقول: دعيت إلى حفل تحت إشراف بلدياتي الدكتور رشاد رشدى وجلس بجوارى الفنان الشعبى عمر الجيزاوى في انتظار دخول الرئيس السادات، وقطع الجيزاوى الصمت وقال: تعرف أنى زفيت أنور السادات يوم تزوج من السيدة جيهان السادات كنت ممَّن شاركوا في الزفة من الفنانين، وقال إنه كان نفسه يحضر معه المزمار البلدى والطبلة ليزف الرئيس مرة أخرى، مش حينفع الرئيس يزفنى، قال له أنيس منصور كان من الممكن تجيب فرقتك تزفك، رد الجيزاوى: فاتتنى دى بعد كده فيه جوائز إيه، قال أنيس بعد كده كلها جوائز أدبية، قال له: يعنى في الأدب؟ أنا كده لن أحصل على شيء غير لما أبقى مؤدب، يعنى أنا أستحق جائزة قلة الأدب لأنى مليش في الأدب لا اتعلمت ولا دخلت مدرسة ومع ذلك أخذت شهادة الزمالة الفخرية".
الأدب وقلة الأدب
وأضاف الجيزاوى كما كتب أنيس منصور فى أخبار اليوم تعليقًا على الحفل وقال: بينى وبينك دى قلة أدب أنى أجلس بجوارك وأصعد إلى المنصة زيك والرئيس يلبسنى وشاح، المهم المؤدب وقليل الأدب أخذوا جائزة واحدة.
نزاع مع شادية
فى عام 1956 غنى عمر الجيزاوى أغنية "يالى من البحيرة ويالى من الصعيد"، وحدث أن ضاعت سيناء بعد النكسة ثم عادت إلينا فطلب عمر الجيزاوى من الملحن جمال سلامة إجراء بعض التعديلات على اللحن، فقام الشاعر عبد الوهاب محمد بتعديل كلمات الأغنية ولحنها جمال سلامة، وفوجئ عمر الجيزاوى بالمطربة شادية تغنى الأغنية، فقدم الجيزاوى شكوى إلى جمعية المؤلفين والملحنين، وكان الرد عليه من الموسيقار محمد عبد الوهاب رئيس الجمعية بأن كلمات الأغنية ليس لها صاحب فهى فولكلور فقط.