رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تشدد الصوفية على أهمية الستر في حياة الناس ؟

الصوفية
الصوفية

تشدد الصوفية دائما على أهمية الستر في حياة الناس، لدرجة أنهم يوجبون ستر الإنسان لأخطائه حتى عن نفسه، ويرفضون دائما أي محاولة للغلو في الخصومة التي تتضارب مباشرة مع هذا المبدأ وتهدف إلى انتهاك الخصوصية وفضح المخالف للنيل منه.

 

مبادئ أكابر الصوفية  

 

يلزم أكابر الصوفية بحسب الوصف الدارج لهم داخل الطرق أتباعهم بأهمية أن يستر الصوفى حاله حتى عن نفسه، فضلا عن غيره، ويقول الإمام الجنيد البغدادي، أحد أعلام الصوفية: الإخلاص سر بين آلله والعبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله، وأضاف:  كتمان الحسنات أولى من كتمان السيئات. 

 

أما  العالم الصوفي محي الدين بن العربي، فيقول في الفتوحات المكية: الأولياء الأكابر حصلوا على مكانتهم لأنهم علموا أن اللّه ما خلقهم لذلك، ولم يجيزوا لأحد التعلق بأي شيء فيخرج يجاهر به وينتهك خصوصية الستر. 

 

أضاف: لا يجب إنشغال الإنسان إلا في ما خلق له، فإن أظهرهم الحق عن غير اختيار منهم بأن يجعل فى قلوب الخلق تعظيمهم فذلك إليه سبحانه ما لهم فيه ولا فضل لهم في ذلك، أما إن سترهم ولم يجعل لهم فى قلوب الناس قدرا يعظمونه من أجله، فذلك إليه تعالى، فهم لا اختيار لهم مع اختيار الحق.

 

استكمل: "إن خير الإنسان يجب أن يختار الستر عن الخلق والانقطاع الى الله، وستر مرتبته عن نفسه وعن غيره". 

 

عن الصوفية 

 

الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية. 

 

يقول الإمام الصوفي أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة، فالشريعة تكليف الظواهر والطريقة تصفية الضمائر والحقيقة شهود الحق في تجليات المظاهر.

 

يضيف: الشريعة أن تعبد الله، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده، وقال أيضًا: الصوفية هي تصفية البواطن بالرياضة والجهاد بقصد التزيد في الإيمان، والإحسان كما تضمنه حديث جبريل هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

الجريدة الرسمية