لماذا ترفض التيارات السلفية الطرق الصوفية؟
ترفض التيارات السلفية الفكر الصوفي كلية، تراه مرادف لكل نقيصة، ولا تتراجع مطلقا عن انتقادتها له، ولا تقبل بحالة وسط، أو ترغب في تصنيف كل طريقة حسب قربها أو ابتعادها عن المنهج السلفي، بل تضع الجميع في سلة واحدة، وتعتبرهم جميعا من أصاحب البدع التي حذر منها النبي محمد الكريم، على حد زعمهم.
رأي ابن باز
من الأعلام السلفية التي تتخذ موقفا صلبًا للغاية من الصوفية، الشيخ عبد الله إبن باز، الفقيه السلفي الكبير، الذي يهاجم الطرق الصوفية في مؤلفاته ومحاضراته دائما ويراها محدثة، أي أنها من البدع.
ويعترف ابن باز، أن درجات البدع متفاوتة، لكنه لايقبل بالتنازل عن رأيه، ويرى أن الصوفية بعضها شر من بعض، على حد وصفه، ويبرر ابن باز رأيه قائلا: الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، وقال أيضا من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، مضيفا: الطرق الصوفية المختلفة لا يمكن أن نحصيها، لأن إحصاؤها يحتاج إلى تعب وجهد كثير ومراجعة كتب كثيرة.
وتابع: لكنها في الجملة محدثة، فالتيجانية والبرهانية والخلوتية والقادرية والنقشبندية، وطرق أخرى متفاوتة بعضها شر من بعض وعلى الجميع الحذر منها، على حد زعمه.
وأضاف ابن باز: ينبغي اجتنابها كلها، والالتزام بطريقة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- التي درج عليها أصحابه والتابعون لهم بإحسان من الأئمة الأربعة وغيرهم، مردفا: الالتزام بطريق محمد يعني فعل ما أمر الله به ورسوله، فهذه هي فقط الطريقة المحمدية التي جاء بها نبينا.
مراجع السلف ضد الصوفية
واستكمل: ابتعد عن الطرق وعليك بسؤال أهل العلم المعروفين بالاستقامة على دين الله، والبعد عن طرق الصوفية، وعليك بسؤالهم عما أشكل عليك، فالجماع لهذا هو أن تلزم ما أمر الله به ورسوله، وأن تنتهي عما نهى الله عنه ورسوله.
وأردف: يجب أيضا الالتزام بما بينه أهل العلم، كما في الصحيحين، صحيح البخاري ومسلم والسنن الأربع، وكتاب المنتقى لابن تيمية، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وعمدة الحديث للشيخ: عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي وغيرها من كتب الحديث، مثل زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم وكل الذين أوضحوا طريق النبي محمد وبينوا سبيله، على حد قوله.