يفتح الباب لأنصار التطرف.. تحذير نشطاء الصوفية من تزايد الصراع بين الطرق
الطرق الصوفية مثل جميع التجمعات البشرية، تعيش خلافات وصراعات، حروب كلامية، خلافات على الأفكار والمبادئ والمصالح، قد يزيد الموقف اشتعالا وقد يهدئ، لكن الشاهد أن الصدام بين الطرق يعطي الفرصة للفكر المتطرف لفرض نفسه على الساحة الدينية في البلدان المختلفة.
الإنشغال بالخلاف بين أنصار الصوفية
يقول الباحث الموريتاني محمد محمود آكا، أن الانشغال بالخلاف عن الائتلاف بين أنصار وأتباع بعض الطرق الصوفية خطر شديد على الفكرة نفسها، مؤكدًا أن الصدام في الماضي هو الذي أعطى الفرصة للتيارات المتطرفة لفرض نفسها على الساحة الدينية في العديد من البلدان العربية والإسلامية.
يستشهد الباحث بما حدث في بلاده ويقول: مع نشأة الدولة الموريتانية شكّل انفتاحها منعرجا بالغ الخطورة على الهويّتين العقائدية واللغوية، وكل ذلك بسبب الصدام بين الطرق الصوفية، مضيفا: بدل الحرص على الائتلاف بين الحضرات الصوفية استفحل الخلاف بين أهل الطرق، ما فتح الباب أمام الفكر التطرف ليتوغل داخل البلد ويستقطب الشباب.
وتابع آكا مؤكدا أن الشباب اتجه إلى أفكار اكثر قوة، لافتا إلى أن الصراع الصوفي كان الثغرة الأولى التي نفذ منها الفكر السلفي إلى بلاد كانت معروفة دائما بتسامحها وانفتاحها على الفكر الصوفي بمختلف تنوعاته، واختتم: الصراع بين أهل الطرق لازل يشكل بيئة خصبة ومعقلًا للتطرف، ويجعلهم يحققون مكاسب بالجملة على حساب الاعتدال والمحبة والتسامح، على حد قوله.
عن الطرق الصوفية
الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية.
يقول الإمام الصوفي أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة، فالشريعة تكليف الظواهر والطريقة تصفية الضمائر والحقيقة شهود الحق في تجليات المظاهر.
يضيف: الشريعة أن تعبد الله، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده، وقال أيضًا: الصوفية هي تصفية البواطن بالرياضة والجهاد بقصد التزيد في الإيمان، والإحسان كما تضمنه حديث جبريل هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.